تقارير

مأساة الجموعية – انتهاكات جسيمة بحق المدنيين في أم درمان

أم درمان | برق السودان – تقرير خاص

في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي تشهدها العاصمة الخرطوم منذ اندلاع الحرب في السودان، تعرضت مناطق الجموعية غربي أم درمان لهجوم عنيف خلال الأيام الماضية، أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، إلى جانب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ارتكبتها قوات الدعم السريع، وفقاً لشهادات موثوقة من السكان المحليين ومصادر حقوقية.

تفاصيل الهجوم:

في ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة الماضية، داهمت قوات تابعة للدعم السريع عدة قرى في منطقة الجموعية، من بينها السليمانية، وصالحة، والموردة الجموعية. ووفقاً لشهود عيان، تم استخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة دون تمييز، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 25 مدنياً، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، بعضهم في حالات حرجة.

انتهاكات موثقة:

  • عمليات إعدام ميداني لمدنيين تم اعتقالهم خارج منازلهم أو أثناء محاولتهم الفرار.
  • نهب واسع النطاق لممتلكات الأهالي، شمل منازل، محال تجارية، ومزارع.
  • حرق منازل بشكل متعمد، مما أدى إلى تشريد مئات الأسر.
  • اعتقالات تعسفية طالت رجالاً وشباباً لا يُعرف مصيرهم حتى الآن.
  • تقارير عن عنف جنسي لم يتم التحقق منها بعد نظراً لصعوبة الوصول إلى الضحايا.

الوضع الإنساني:

تشهد المنطقة أزمة إنسانية خانقة، حيث فر المئات من سكان الجموعية إلى مناطق ريفية أكثر أمناً أو إلى أطراف العاصمة، وسط نقص حاد في الغذاء، والماء، والخدمات الطبية. وتفيد تقارير محلية بأن الجرحى لا يتلقون الرعاية اللازمة بسبب تدمير أو إغلاق المرافق الصحية.

ردود الفعل:

  • منظمات حقوقية مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” طالبت بفتح تحقيق عاجل في الانتهاكات.
  • الأمم المتحدة أعربت عن قلقها البالغ، ودعت الأطراف المتحاربة إلى احترام القانون الدولي الإنساني.
  • السكان المحليون وجهوا نداء استغاثة للمجتمع الدولي لإنشاء ممرات إنسانية آمنة لإجلاء الجرحى وتقديم الإغاثة.

تشكل الجموعية إحدى أبرز المناطق الزراعية والسكانية في غرب أم درمان، ويسكنها آلاف المدنيين الذين ظلوا بعيدين نسبياً عن خطوط القتال المباشر حتى هذا التصعيد الأخير. وتشير تحليلات إلى أن موقعها الاستراتيجي هو ما جعلها هدفاً للقوات المتنازعة.

تشير هذه الأحداث إلى تصاعد خطير في وتيرة العنف ضد المدنيين في السودان، مما يتطلب تحركاً دولياً عاجلاً لحماية السكان، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، ومنع تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى