الأخبارتقارير

ماذا وراء مطالبات البرهان بطرد رئيس البعثة الأممية من الخرطوم؟

الخرطوم | برق السودان – خاص

دعا قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، الأمم المتحدة إلى تغيير مبعوثها للسودان “فولكر بيرتس”، معتبرا أن الأخير شجع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” على “التمرد”.

ولكن للحقيقة وجه أخر. فقد أشعل تقرير “يونيتامس” أمام مجلس الأمن حول الملف الحقوقي “هواجس العسكر” والحكومة تحدد “مؤشرات المستقبل”

فتحت مطالبات رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، بطرد رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال الديمقراطي بالسودان (يونيتامس) فولكر بيرتس جدلاً واسعاً.

ويري مرقبون أن مطالبة البرهان، لم تكن مفاجئة في ظل هواجس العسكريين المتنامية منذ فترة طويلة تجاه الوجود الأممي في البلاد، وعدم رضاهم عن أداء وتحركات بيرتس، منذ البداية.

تجديد الاتهام

سارت حكومة البرهان، على خطى النظام السابق في معاداة الأمم المتحدة والانزعاج المتصاعد من قيامها بمهماتها وهذا من أقوى البراهين على عودة النظام السابق الذي عزل البلاد عن العالم بدورانه في المحاور الإقليمية بلا جدوى.

تكشف مطالبات البرهان، بطرد رئيس البعثة الأممية انزعاج وتخوف العسكريين وحاضنتهم السياسية، كون تقرير البعثة الأممية جاء بما يعزز ويتطابق مع إرادة وتصميم الشعب السوداني على إسقاط انقلاب 25 أكتوبر، وهو ما حوله إلى مصدر رعب وخوف بالنسبة إليهم، لأن من سيسقط الانقلابات والديكتاتوريات كان دائماً هو الشعب السوداني بكل فئاته وليس غيره.

ويتشدد العسكريين في التعامل مع البعثة الأممية من شأنه أن يدخلهم في مواجهة صريحة مع المجتمع الدولي، مما سيؤدي إلى مزيد من العزلة وعودة السودان لمربع العقوبات والانتكاس في علاقاته الخارجية، بعد أن كان قد بدأ يستعيد وضعه الطبيعي وعلاقاته مع الإقليم وبقية العالم إبان حكومة الفترة الانتقالية قبل انقلاب 25 أكتوبر.

وأشاد مراقبون بموقف البعثة وتأكيدها أنها غير محايدة في ملف حقوق الإنسان وألا تراجع عن ذلك، مشيراً إلى أن قوى الحرية والتغيير أشادت بالتقرير الأممي الأخير للبعثة وما تضمنه من حقائق عن الأوضاع في سودان ما بعد الانقلاب، وهو ما أزعج وأرهب الانقلابيين، على حد وصفه.

ترحيب وإشادة

وكان المكتب التنفيذي لقوى إعلان الحرية والتغيير رحب بما ورد في تقرير البعثة الأممية من إجراءات لخلق بيئة مواتية، بخاصة إلغاء حال الطوارئ وإطلاق المعتقلين ووقف العنف ضد المتظاهرين السلميين. وقال المكتب في بيان له، “لا يمكن الحديث عن عملية سياسية تحقق الحكم المدني الديمقراطي من دون تهيئة المناخ المناسب وتحقيق إجراءات بناء الثقة، وعلى رأسها الإفراج عن جميع المعتقلين ورفع حال الطوارئ ووقف العنف ضد الحركة الجماهيرية”.

البيان أشاد بالموقف الواضح للأمين العام للأمم المتحدة من انقلاب “25 أكتوبر” وضرورة إعادة الحكم المدني الديمقراطي والإدانة الصريحة لانتهاكات حقوق الإنسان، لا سيما جرائم القتل والاغتصاب والاعتقالات وغيرها من الانتهاكات، مجدداً الدعم للعملية السياسية التي أطلقتها بعثة الأمم المتحدة بمشاركة الاتحاد الأفريقي.

وكان الفريق البرهان، ندد في معرض تهديده بطرد بيرتس بما وصفه بـ “تجاوز الرجل تفويض البعثة الأممية وتدخله السافر في الشأن السوداني”.

وقبل شهرين شهدت الخرطوم مسيرات ومواكب من تنظيم أنصار النظام السابق من الإسلاميين، وصلت إلى مقر البعثة الأممية تطالبها بكف يدها عن التدخل في الشأن السوداني، رافعين شعارات “السودان ليس للبيع”، ومطالبين بطرد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة من السودان فولكر بيرتس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى