
جدة | برق السودان
كشفت تقارير ووثائق وشهادات ميدانية عن فضيحة فساد كبرى داخل بعثة الحج السودانية للعام 2025، قادها المنسق العام عبد العزيز الصادق، بمشاركة شخصيات بارزة في البعثة من بينهم محمد مصطفى المعروف بـ”وزة”، ضمن شبكة يُشار إليها في أوساط سعودية بـ”مافيا الحج السودانية”.
تُقدّر الأموال التي تم التلاعب بها هذا العام فقط بما يزيد عن 27 مليون ريال سعودي، وسط صمت رسمي من الجهات المختصة، وتجاهل للنداءات الشعبية بمحاسبة المتورطين.
فضيحة “مافيا الحج” بقيادة عبد العزيز الصادق تكشف عبثًا غير مسبوق بأموال الحجاج السودانيين
هدر ممنهج في ملف الهدي: ملايين في جيوب السماسرة
تم تحصيل مبلغ 720 ريالاً سعودياً من كل حاج مقابل شعيرة الهدي، في حين أبرمت البعثة اتفاقًا مع وكيل لتنفيذ العملية بـ420 ريالًا فقط باستخدام ماعز صومالي رديء.
ويعني ذلك أن مبلغ 300 ريال × 12 ألف حاج = 3.6 مليون ريال تم التلاعب بها في هذا البند فقط، دون توثيق شفاف أو رقابة.
ترحيل محفوف بالمخاطر بعقود باهظة: بصات متهالكة وصفقات مشبوهة
وقع المسؤولان عبد العزيز الصادق و”وزة” عقودًا للنقل البحري بأسعار تفوق السوق بضعفين، إضافة إلى استئجار حافلات متهالكة بتكلفة باهظة، ما عرّض الحجاج لمخاطر حقيقية أثناء التنقل بين مكة والمشاعر المقدسة.
فضيحة قانونية ودبلوماسية: تسهيلات لحاج مخالف مقيم بصورة غير شرعية
سكن الحجاج.. سمسرة وإجبار على عقود مشبوهة
بحسب الشهادات والتقارير، تم ابتزاز أصحاب الفنادق عبر سماسرة البعثة، وفرض عمولات ضخمة عليهم لتوقيع العقود. كما ألزمت بعثة الحج الولايات بالتعامل مع جهات محددة دون طرح عطاءات، مما يعكس عملية تلاعب منظم وممنهج لصالح أفراد محددين.
الاحتكار الإعلامي عبر “الحاكم نيوز” وصفقات غير شفافة
تمت خصخصة التغطية الإعلامية لبعثة الحج لصالح شركة “كردفان” المرتبطة بموقع “الحاكم نيوز”، بعقد مباشر خارج أي منافسة علنية.
وفي مثال فاضح على التربح: كرت الحاج طُبع بـ15 ريالًا رغم أن تكلفته لا تتجاوز 4 ريالات، ما شكّل مصدر ربح غير مشروع على حساب الحجاج.
التغذية والمطابخ: مسرحية داخل القنصلية السودانية بجدة
عملية اختيار المطابخ تمت عبر تمثيلية شكلية داخل القنصلية، دون أي مناقصة أو طرح تنافسي. المورد المجهز حدد تكلفة الوجبة بـ25 ريالًا فقط، بينما فرضت البعثة على الحجاج دفع 55 ريالًا للوجبة الواحدة.
كل العقود احتكرتها مجموعة يقودها “وزة”، وسط غياب كامل للشفافية.

فضيحة قانونية ودبلوماسية: تسهيلات لحاج مخالف مقيم بصورة غير شرعية
تم ضبط عضو البعثة عبد العزيز المنقوري، بتهمة مخالفة الإقامة لأكثر من أربع سنوات، كما عليه ديون تفوق 200 ألف ريال سعودي.
بدلاً من محاسبته، سافر عبد العزيز الصادق إلى جدة للتدخل شخصيًا واستخراج تأشيرة حج له، في مخالفة صريحة للقوانين السعودية، ما يُهدد بإحراج دبلوماسي جسيم للقنصلية السودانية بجدة.

كارثة الخدمات: 12 ألف حاج يستخدمون 7 حمامات فقط!
رغم الأموال الطائلة التي جُمعت، تشير التقارير إلى أن 12 ألف حاج سوداني اضطروا لاستخدام 7 حمامات فقط، في مشهد يعكس الاستهتار بحياة الحجاج وكرامتهم.
ختامًا: أين الدولة من هذه الكارثة؟
إذا كانت الأرقام الواردة صحيحة، فإن 27 مليون ريال سعودي (أكثر من 4 مليارات جنيه سوداني) نُهبت من أموال الفقراء في موسم الحج 2025.
إن غياب المساءلة والردع الرسمي يُشكّل ضوءًا أخضر لاستمرار هذا العبث في السنوات القادمة، ويضع السلطات السيادية والقانونية في موضع مساءلة أمام الله والشعب.