الخرطوم | برق السودان
بدأت قوى مشاركة في العملية السياسية الحديث عن عودة رئيس الوزراء المستقيل د. عبد الله حمدوك لمنصبه ، قبل اكتمال العملية ونقل السلطة للمدنيين.
وتتكاثف التنبؤات بعودة حمدوك مع توقعات بتشكيل حكومة مدنية خلال الأسابيع المقبلة وفق تأكيدات من المشاركين في العملية السياسية.
وأظهر رئيس حزب الأمة القومي المكلف اللواء فضل الله برمة ناصر (أحد أقطاب العملية السياسية) في تصريحات بالثاني عشر من يناير الجاري تأييدا مبطنا لعودة حمدوك، كما تحدث حول إمكانية رجوعه إلى منصب رئاسة الوزراء عقب التوقيع على الاتفاق النهائي.
وكشف برمة، عن جهود مستمرة للاتفاق على تشكيل حكومة تقود المرحلة الانتقالية، ولم يغلق باب قبول عودة حمدوك لرئاسة الحكومة وقال إنها “متوقعة”.
بالون اختبار؟
في مرات سابقة كانت السمة البارزة بالمشهد السياسي بعد انقلاب قائد الجيش في 25 أكتوبر 2021 هي عودة حمدوك، وتم ذلك مرة واحدة في 21 نوفمبر 2021 باتفاق وقعه مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان لكنه استقال بعد أقل من شهرين.
ويعتقد مراقبون أن طرح عودة حمدوك هذه المرة بمثابة “بالون اختبار” لدواعٍ محددة أولها تقوية موقف التفاوض مع العسكر وجذب أكبر قدر من القبول للعملية السياسية الجارية.
في المقابل، يمكن القول وفقا لرواية أخرى تتحدث عن ترشيح الولايات المتحدة ودول غربية لوزير العدل السابق نصر الدين عبد البارئ، أن عودة حمدوك غير ممكنة رغم تمتعه بعلاقات جيدة مع تلك الدول.
مع ذلك ومن ناحية ابتدائية يؤكد عضو اللجنة التنسيقية العليا للاتفاق الإطاري كمال عمر لـ(سودان تربيون) أن الأسماء التي يتم تداولها حالياً في مختلف الوسائط غير صحيحة.
ويشير في الاتجاه نفسه، المحلل السياسي عبد الله ادم خاطر، أن فرصة العودة أمام رئيس الوزراء السابق لا تزال متاحة وموجودة، وأنه تحمل المسؤولية منفردا بالتضامن مع المكون العسكري عقب تخلي القوى السياسية عنه.
ورأى خاطر، في حديث لـ(سودان تربيون) أن لدى حمدوك جهود كبيرة على المسرح الدولي، والإصلاحات الاقتصادية، خاصة وأنه أبلى حسناً بمساعدة آخرين في ملف إزالة اسم السودان من القائمة السوداء.
في حين ينظر إلى أن عودة حمدوك للحكم مرة أخرى من الممكن أن يكون خيارا لكل السودانيين، وقال إن تصريحات اللواء برمة تؤكد إنه ضمن الخيارات المطروحة لتولي المنصب.
تعدد مراكز القرار
وما يزيد انعدام فرص عودة حمدوك بعد توقيع الاتفاق النهائي تأكيدات مصادر داخل تحالف الحرية والتغيير المجلس المركزي تحدثت لـ(سودان تربيون) بوجود تحفظات عليه.
وتبين المصادر أن عودة الرجل تصطدم بإخفاقات داخلية كثيرة على سبيل المثال ما يتعلق بتعدد مراكز اتخاذ القرار حوله بجانب إيلاء شأن إدارة اللجنة الاقتصادية سابقا لحميدتي.
وبالتوازي مع حديث المصادر، أكد عضو المكتب التنفيذي للمجلس المركزي للحرية والتغيير محمد الهادي لـ(سودان تربيون) جود انقسام داخل التحالف حول عودة حمدوك ما بين “متحفظ ومؤيد”، ووجود جدل كبير حول منصب رئاسة الوزراء.
في وقت قال فيه عضو اللجنة التنسيقية العليا للاتفاق الإطاري كمال عمر، إن اسم حمدوك لمنصب رئيس الوزراء لم يطرح بصفة رسمية، وهو في رأيه مجرد همس سياسي لم يصل لمرحلة قائمة ترشيح رسمية.
وذكر عمر، أنّ المرحلة بحاجة لشخص يمتلك خبرة سياسية، بينما أثبتت التجربة ان لدى حمدوك علاقات دولية واسعة، واستطاع تحقيق نجاحات كبيرة رغم معضلاته مع حاضنته السياسية الحرية والتغيير قبل تعرضها للانقسامات المتعددة.
تماهي وفشل
ويوصم كثيرون فشل المرحلة الانتقالية لرئيس الوزراء المستقيل، وافتقاره لناصية اتخاذ القرار والتماهى مع العسكريين، بالإضافة إلى ضعف تواصله واقترانه بالقوى الثورية خاصة لجان المقاومة.
ويرى محمد الهادي، أن الأزمة الكبرى تكمن في أزمة الثقة بين جميع المكونات فيما بينها التي وصلت مرحلة التخوين، والتي حال عدم تجاوزها فإنها ستكون حجرة عثرة أمام عجلة الانتقال الديمقراطي.
يؤكد أحد الناشطين في الحراك الثوري ضد انقلاب 25 أكتوبر، أن عودة حمدوك من عدمها لا تعني للشارع في ظل لاءات مرفوعة لا تعترف في الأساس بالعملية السياسية الجارية والتفاوض مع المجموعة الانقلابية.
ويرى أحمد المنذر، في حديثه لـ(سودان تربيون) أن عودة حمدوك ستخلق المزيد من الفشل للعملية السياسية والاتفاق الإطاري وعودة “لتجريب المجرب” ما يهدد عملية الانتقال في السودان.
وبقراءة مزدوجة يعتقد المحلل السياسي د. صلاح الدين الدومة في حديث لـ(سودان تربيون) أنه رغم السلبيات السابقة وما صاحب تجربة حمدوك إلا أن البرنامج الذي تقوم به الآلية الثلاثية الآن تم تجريبه في حوالي 4 دول أفريقية لإحيائها من بينها ليبيريا برئاسته ما يجعل حظوظه في العودة كبيرة.
ونوه الدومة، إلى أن على الجميع أن لا ينسى “أن لحمدوك آذان صاغية في الدول الأوروبية وعند اللجنة الرباعية والآلية الثلاثية خاصة، لكنه فقد شعبية كبيرة بعد توقيعه على اتفاق مع البرهان ولم يعد مرغوباً فيه.
المصدر: سودان تربيون
اقرأ ايضاً :