ما هي عواقب الإتفاق الذي أبرمه البرهان مع مولي فيي مساعدة وزير الخارجية الأمريكي علي المؤسسة الأمنية؟
برق السودان | تقرير خاص
تداولت العديد من الصحف العربية والإفريقية خبراً الاتفاق الذي أبرم بين مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية مولي فيي، ورئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، حيث توسطت المملكة العربية السعودية عن طريق سفيرها علي بن حسن جعفر لإنجاح هذا الاتفاق، الذي ينص علي السماح بدخول وحدة عسكرية من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للسودان، وكذا إعطاء الضوء الأخضر لتواجد مراقبين دوليين لإجراء تحقيقات في أحداث القمع الذي تعرض له المدنيون من المتظاهرين، وتقديم الدعم اللازم للسلطة المدنية الجديدة ومراقبة الوضع السياسي الداخلي في السودان لضمان السير الحسن للعملية الإنتقالية في البلاد.
إعادة هيكلة للجيش وقوات أممية في السودان.. أهم نقاط الاتفاق الأمريكي السعودي مع البرهان
وذكرت معظم الصحف التي تطرقت لتفاصيل اللقاء، أن الولايات المتحدة قدمت ضمانات ذات أهمية كبيرة للبرهان، مقابل موافقته علي المطالب المقدمة له، وتتضمن هذه الضمانات توفير الحماية الكاملة له والوقوف بجانبه ضد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، «حميدتي»، وهو ما وعدت به واشنطن.
حيث جاء في حديث المسؤولة الأمريكية أن بلادها ستعمل علي إبعاد حميدتي، من المشهد السياسي نهائياً، كما ستقوم بدمج قواته في الجيش السوداني، كما وعدت بعدم توجيه أي تهم للبرهان، فيما يتعلق بقضايا القمع الممارس على المتظاهرين.
وحسب ما جاء في صحيفة النبأ المصرية فإن المحلل السياسي “آدم والي” أبدي مخاوفه من تداعيات القرارات التي اتخذها قائد الجيش البرهان، حيث أشار أن انتشار قوات حفظ السلام في السودان يهدف إلي ضرب المؤسسة العسكرية وتكسيرها، وإنهاء دورها في تسيير المرحلة الإنتقالية، أي بمعني آخر تقليص عدد قوات الجيش السوداني وذلك بإقالة أكبر عدد ممكن من كبار الضباط وإحالة بعضهم إلي التقاعد، كما ذكر نفس الخبير أن المغزي من تواجد مراقبين دوليين، هو المباشرة في فتح تحقيقات في قضايا القتل والعنف الممارس علي المتظاهرين، وتحميل كافة المسؤولية للمؤسسة العسكرية وقوات الدعم السريع، وذلك بغرض إدانة كبار الضباط المسؤولين علي هاتين المؤسستين وتقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية.
رسالة خليجية لكبرى دول العالم نقلها ماكرون صدفة: نحنُ الرقم الصعب!
وقد باشر البرهان، فعلاً بتنفيذ الإتفاق المبرم مع الولايات المتحدة، حيث قام منذ يومين بإقالة 36 ضابطاً من مختلف الرتب بينهم عمداء وعقداء ومقدمين ينتمون كلهم لجهاز المخابرات العامة، ويري خبراء في الشأن السوداني أن حملة الإقالات لن تتوقف هنا بل ستشهد زيادة كبيرة في الأيام القادمة وستمس بمختلف الرتب السامية في الجيش السوداني.