مبارك الفاضل: قرار الحرب بالخرطوم اتخذته قيادات إسلامية في الجيش بأمر من علي كرتي وعلي عثمان
اتهامات مباشرة للحركة الإسلامية

بورتسودان | برق السودان
خلفية التصريحات واتهامات مباشرة للحركة الإسلامية
في تطوّر سياسي جديد يعكس تعقيدات المشهد السوداني، أدلى رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد مبارك الفاضل، بتصريحات قوية اتهم فيها قيادات إسلامية داخل الجيش السوداني بالوقوف خلف قرار الحرب الأخير في الخرطوم.
وقال الفاضل، إن المعلومات المتاحة لديه «تشير وتؤكد» أن قرار شن الهجوم على قوات الدعم السريع عند الساعة الثالثة صباحًا في المدينة الرياضية بالخرطوم، جاء بأمر مباشر من قيادة الحركة الإسلامية التي يمثلها كل من علي كرتي، الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية، وعلي عثمان محمد طه، النائب السابق للرئيس عمر البشير.
وأكد مبارك الفاضل، أن هذا القرار لم يكن عسكريًا صرفًا، بل اتخذ بغطاء أيديولوجي لتنفيذ أجندة الحركة الإسلامية، التي تسعى – حسب قوله – إلى استعادة نفوذها في مفاصل الدولة عبر توظيف المؤسسة العسكرية لتحقيق مكاسب سياسية.
أبعاد الصراع: بين الجيش والدعم السريع والخلفيات الأيديولوجية
أوضح الفاضل، أن ما يجري في السودان الآن ليس مجرد صراع بين الجيش وقوات الدعم السريع على السلطة أو النفوذ الأمني، بل هو في عمقه صراع بين مشروعين: مشروع دولة مدنية ديمقراطية تتشارك فيها القوى السياسية، ومشروع آخر «تتحكم فيه الحركة الإسلامية عبر واجهتها العسكرية»، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن الخطط التي وضعتها هذه القيادات، أدت إلى تفجر الوضع عسكريًا في الخرطوم ومدن أخرى، وهو ما زاد من معاناة المواطنين وأدى إلى مزيد من الدمار في البنى التحتية. كما اعتبر أن إقحام الجيش في أجندة سياسية أيديولوجية خطيرة ستكون عواقبه وخيمة على وحدة وتماسك القوات المسلحة نفسها.
دعوات لمراجعة المواقف وتحذيرات من تكرار سيناريوهات الماضي
دعا الفاضل، القوى الوطنية والمجتمع الدولي إلى اليقظة وعدم الانجرار وراء محاولات إعادة إنتاج النظام السابق بوجوه جديدة، سواء من داخل المؤسسة العسكرية أو عبر تحالفات سياسية ظاهرها وطني وباطنها موجه من الحركة الإسلامية.
وشدد على أن السودان لا يحتمل العودة إلى مربع الاستبداد، مطالبًا بإبعاد الجيش عن أي انتماءات أيديولوجية وتركيزه على مهمته الأساسية في حماية الوطن وحدوده. كما طالب بفتح تحقيق مستقل حول ملابسات اتخاذ قرار الهجوم العسكري الأخير لمعرفة الجهات التي كانت وراءه، وتقديمها للرأي العام.
بهذه التصريحات، أعاد مبارك الفاضل، تسليط الضوء على دور الحركة الإسلامية في المشهد السوداني، محذرًا من إعادة تدوير ذات السياسات التي أفضت إلى عزلة السودان وانهيار اقتصاده طيلة العقود الماضية.