الخرطوم: برق السودان
إفتتح الإجتماع وزير أوروبا و الشؤون الخارجية الفرنسي، السيد جان إيف لودريان، مذكراً بالدعم الحازم من شركاء السودان للحكومة الإنتقالية و تحقيق أهدافها التي تم تحديدها في التصريحات السياسية والدستورية الموقعة في 17 أغسطس 2019، وبواسطة وزير المالية السوداني، السيد إبراهيم البدوي، الذي قدم البرنامج المحدث لإستجابة حكومته للصعوبات الإقتصادية في السودان، الذي تم تنقيحه في ضوء التحديات الجديدة التي فرضتها جائحة كورونا.
و قد ترأس الاجتماع مدير أفريقيا و المحيط الهندي، السيد ريمي ماريشو، و المبعوث الخاص للسودان وجنوب السودان، السيد جان ميشيل دوموند.
بالإضافة إلى فرنسا والسودان، فقد شاركت كل من ألمانيا والمملكة العربية السعودية وبنك التنمية الأفريقي والبنك الدولي وكندا ومصر والإمارات العربية المتحدة وإسبانيا والولايات المتحدة وإثيوبيا وصندوق النقد الدولي وإيطاليا واليابان والكويت وجامعة الدول العربية والنرويج والأمم المتحدة وهولندا وقطر والمملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية والسويد والإحاد الأفريقي والإتحاد الأوروبي.
جدد أصدقاء السودان دعمهم للحكومة المدنية الإنتقالية برئاسة رئيس الوزراء، السيد عبد الله حمدوك، في مجابهة التحديات التي يتعين مواجهتها، و التي عززتها أزمة جائحة كورونا.
تم في هذا الإجتماع الموافقة على “إطار الشراكة المتبادلة” بين الحكومة السودانية و شركاء المرحلة الإنتقالية السودانية. وتمثل الوثيقة المرفقة قاعدة صلبة لشراكة متينة. وهي تحدد المبادئ التي توجه تنفيذ المساعدة الدولية لحكومة السودان لتحقيق أهداف الشعب السوداني وتطلعاته المشروعة إلى الحرية والسلام والعدالة والإزدهار.
في هذا الصدد، رحب أصدقاء السودان بالإصلاحات الجارية والبرنامج الطموح الذي قدمه وزير المالية السوداني، السيد إبراهيم البدوي، لمعالجة المشاكل الهيكلية الخطيرة التي تجابهها البلاد. وأكد أصدقاء السودان، مجدداً، المسؤولية المشتركة لمجلس السيادة و الحكومة الإنتقالية في هذا الصدد.
أصر أصدقاء السودان، في السياق المزدوج للأزمة الاقتصادية والصحية، على إعطاء الأولوية لبرنامج تخفيف الأثر الإجتماعي للإصلاحات التي سيترجم في البداية إلى دعم للأسر الأكثر ضعفاً.
رحب أصدقاء السودان بحقيقة أن الصندوق متعدد المانحين الذي اقترحه البنك الدولي قادراً الآن على جمع الأموال التي يوفرها شركاء السودان. و قد أعلن العديد منهم، كفرنسا والنرويج والسويد والإتحاد الأوروبي، عزمهم على المساهمة بشكل كبير بمبلغ (100) مليون يورو. و من المتوقع تقديم مساهمات إضافية في إطار مؤتمر برلين.
كما أكد العديد من الشركاء الثنائيين و متعددي الأطراف حشدهم لمساعدات إنسانية و أعلنوا عن إعادة توجيه تمويل، أو تمويل إضافي لمحاربة وباء كورونا.
كما أعلن العديد من الشركاء عن إستعدادهم لدعم مالي إضافي، من المقرر الإعلان عنه في مؤتمر المانحين في يونيو المقبل. وبناء على دعوة من ألمانيا والسودان والأمم المتحدة و الإتحاد الأوروبي، سيجتمع المانحون في برلين، في إطار “مؤتمر شراكة”، مع جميع الشركاء المهتمين بنجاح المرحلة الإنتقالية في السودان.
لاحظ أصدقاء السودان أن السودان قد تأثر بجائحة كورونا، كما هو الحال في البلدان الأفريقية الأخرى، و شددوا على أهمية إستكشاف مناهج إستثنائية ومرنة، بواسطة االمؤسسات المالية الدولية، حتى لا يُحرم من التسهيلات الجديدة التي يقومون بتنفيذها.
كما كرر أصدقاء السودان إهتمامهم بتهيئة الظروف الملائمة لإعداد برنامج خاضع لرقابة موظفي صندوق النقد الدولي و بدء عملية إعفاء الديون، في إطار مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون. و في هذا السياق، أكد العديد من المشاركين على أهمية إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
ذكّرت فرنسا، في هذا الصدد، بعزمها على تنظيم مؤتمر رفيع المستوى، يشارك فيه على وجه الخصوص القطاع الخاص الدولي، لمناقشة التوقعات على المستويات السياسية و الاقتصادية و المالية للاستثمارات في الفترة الإنتقالية في السودان و إطلاق عملية إعفاء الديون.
في الختام، رحب أصدقاء السودان برغبة الحكومة السودانية في تحمل مسؤولية تنسيق المساعدة الدولية. و أكدوا التزامهم بمواءمة مساعداتهم مع الأولويات التي حددتها الحكومة الإنتقالية.
و فيما يتعلق بعملية السلام، شجع أصدقاء السودان جميع الأطراف المعنية على المشاركة بحسن نية في المفاوضات من أجل تحقيق سلام عادل ودائم في أقرب وقت ممكن. و أشاروا أيضًا إلى الأهمية التي يولونها لتكوين المجلس التشريعي و تعيين الحكام المدنيين، في أقرب وقت ممكن، وفقًا لأحكام إعلانات 17 أغسطس 2019.