مصر تمسك بخيوط القرار العسكري في السودان.. البرهان بين الدعم والابتزاز
ضغوط خفية في ملفات الحدود ومياه النيل
القاهرة | برق السودان
في الوقت الذي تروّج فيه بورتسودان لخطاب “السيادة الوطنية”، تشير معلومات متقاطعة إلى أن القاهرة باتت تملك تأثيرًا مباشرًا على القرار العسكري السوداني، خصوصًا في ظل اعتماد الجيش على الدعم اللوجستي والاستخباراتي المصري.
هذا النفوذ المتنامي وضع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في موقف بالغ الحساسية، بين حاجته إلى الدعم الخارجي وخوفه من الاتهام بالتنازل عن ملفات سيادية.
ضغوط خفية في ملفات الحدود ومياه النيل
تقول مصادر سياسية إن القاهرة تمارس ضغوطًا متزايدة على الخرطوم في عدد من الملفات، أبرزها منطقتا حلايب وشلاتين، وملف مياه النيل، حيث تسعى مصر إلى ضمان موقف سوداني متماهٍ مع مصالحها في مواجهة إثيوبيا.
في المقابل، تحصل القيادة العسكرية السودانية على دعم سياسي وإعلامي مصري واسع، يظهر في مواقف وتصريحات رسمية تؤيد الجيش دون تحفظ.
ويرى مراقبون أن هذه العلاقة غير المتكافئة تحولت من “تنسيق استراتيجي” إلى ما يشبه الوصاية السياسية، في ظل غياب مؤسسات رقابية داخل السودان وتراجع دور الحكومة المدنية.
الجيش بين الارتهان والبحث عن الشرعية
الاعتماد على مصر لم يعد مجرد تحالف مصلحي، بل أصبح – بحسب تقارير غربية – شبكة نفوذ متكاملة تشمل المستشارين العسكريين والدعم اللوجستي وحتى التحكم في مسارات التسليح.
ومع استمرار الحرب الداخلية وتآكل الموارد، يجد البرهان نفسه مضطرًا لتقديم تنازلات إضافية مقابل استمرار هذا الدعم، مما يفتح الباب أمام جدل واسع حول فقدان الجيش لاستقلالية قراره الوطني.
في المقابل، تحذر قوى مدنية سودانية من أن استمرار هذه العلاقة على هذا النحو قد يجعل السيادة السودانية ورقة تفاوض بيد أطراف إقليمية، بدل أن تكون قرارًا وطنيًا نابعًا من الداخل.