الأخبارتقارير

مصر تمنح مطارًا عسكرياً لانطلاق مسيّرات تركية نحو دارفور

مرتزقة أتراك وأذربيجانيون يديرون العمليات من قاعدة شرق العوينات

المثلث الحدودي | تقرير خاص لـ«برق السودان»

كشفت مصادر أمنية سودانية مطّلعة عن تفاصيل مثيرة حول ما وصفته بـ”أخطر تدخل خارجي” في مسار الحرب الدائرة غرب السودان، مؤكدةً أن طائرات مسيّرة تركية من طرازي «أكانجي» و«بيرقدار» أقلعت من مطار عسكري مصري في المثلث الحدودي لتنفيذ ضربات جوية على ولايات دارفور خلال الأسابيع الماضية.

وقالت المصادر إن المطار المستخدم يقع في منطقة شرق العوينات، على بعد نحو 20 كيلومترًا داخل الأراضي المصرية، وتم تجهيزه خلال الأشهر الماضية ليكون محطة تشغيل وانطلاق رئيسية للمسيرات التركية الموجّهة نحو العمق السوداني.

مرتزقة أتراك وأذربيجانيون بإشراف ضباط سودانيين يديرون العمليات من قاعدة شرق العوينات

عمليات مشتركة تحت غطاء مصري

بحسب المعلومات التي حصلت عليها «برق السودان»، فإن فريق تشغيل هذه الطائرات يتكوّن من مرتزقة أتراك وآخرين من أذربيجان، يعملون تحت إشراف مباشر من ضباط سودانيين محسوبين على التيار الإسلامي داخل الجيش.

وأوضحت المصادر أن هؤلاء الضباط يديرون غرف السيطرة والتحكم في الطائرات من داخل المطار المصري، بالتنسيق مع عناصر فنية مصرية توفر الدعم التقني واللوجستي الكامل. وأضافت أن الجانب المصري منح الفريق الأجنبي حق استخدام القاعدة العسكرية والمرافق التابعة لها لتخزين المعدات وتزويد المسيّرات بالوقود والذخيرة الذكية.

ووفق ذات المصادر، فإن عمليات الإقلاع تتم وفق جدول منسق، وتستهدف مواقع داخل ولايات شمال وجنوب دارفور، إضافة إلى مناطق مدنية كُبرى في محليات كبكابية والجنينة ونيالا، حيث سُجلت خسائر بشرية ومادية كبيرة جراء القصف الجوي.

خرق للقانون الدولي ودور عدائي مصري

واعتبرت المصادر أن هذا التعاون العسكري يشكل “انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي” ويمثل تدخلاً عدائيًا مباشرًا من الجانب المصري في الصراع السوداني.

وأكدت أن السماح باستخدام مطار مصري لشن هجمات ضد أراضٍ سودانية “يحوّل القاهرة إلى طرف مشارك في الحرب ضد الشعب السوداني”، على حد وصفها.

وأضافت المصادر أن هذا الدور يتناقض مع الموقف الرسمي المصري المعلن الذي يدّعي الحياد والدعوة للحل السياسي، فيما الوقائع الميدانية تشير — بحسبها — إلى “تورّط فعلي” في دعم العمليات العسكرية التي يقودها ضباط موالون للتيار الإسلامي داخل الجيش السوداني.

وطالبت الجهات الحقوقية الإقليمية والدولية بـ فتح تحقيق عاجل في هذه الاتهامات، ومساءلة الأطراف المتورطة في أي أعمال عسكرية تُنفذ عبر أراضٍ أجنبية ضد المدنيين، خصوصًا في ظل التدهور الإنساني المتسارع في دارفور.

مطالب بتحقيق دولي ورفع الصوت السوداني

في ختام التقرير، شدّدت المصادر على ضرورة أن يعي الشعب السوداني طبيعة الدور المصري في الحرب الجارية، داعية القوى المدنية والإعلامية إلى رفع الصوت عاليًا لكشف ما وصفته بـ“الغطاء الخارجي لآلة القتل في دارفور”.

وقالت المصادر: “ما يجري في المثلث الحدودي ليس مجرد تنسيق عسكري، بل هو مشاركة مباشرة في العدوان. مصر منحت أرضها وعتادها ومطاراتها لاستهداف السودانيين، وهذه جريمة لا يجب أن تمر دون مساءلة.”

وأكدت أن دارفور تدفع الثمن الأكبر من حرب معقدة تتداخل فيها أطراف داخلية وخارجية، وأن استمرار استخدام الأراضي المصرية كمنصة للعمليات العسكرية سيُفاقم الأزمة ويهدد أمن المنطقة بأكملها.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى