مظاهرات الهوسا في العاصمة الخرطوم تطالب السلطات بالتدخل لحقن دماء أبناءها وإقالة حاكم النيل الأزرق

برق السودان – خاص

الآلاف من أفراد قبيلة الهوسا القاطنين في العاصمة الخرطوم خرجوا اليوم هم بدورهم للتظاهر حول الدماء التي أريقت في صفوف أقاربهم بولاية النيل الأزرق، حيث سقط لحد الآن أكثر من 105 قتيل وجرح المئات في المعارك الدامية التي نشبت بين الهوسا وقبيلة البرتا قبل أسبوعين من الآن.

حيث استعملت قبيلة البرتا أسلحة يقال أنه تم تزويدها بهم من قبل جهات مجهولة، وخلال المظاهرات طالب المتظاهرون بتسليح قبيلة الهوسا لتتمكن من حماية أبناءها، كما طالبوا بوضع حد لتجاهل وتهميش حاكم ولاية النيل الأزرق لقبيلة الهوسا، حيث علق بأن الأوضاع في المنطقة تعم بالسكينة والهدوء.

 

طمس للحقائق

فيما أكدت جهات من قبيلة الهوسا أن القتال لا يزال قائما إلي حد الساعة وأن هناك قتلي قد سقطوا في صفوفها هذا الأسبوع، وهو ما يؤكد أن حاكم الولاية يحاول طمس الحقائق لينجو بنفسه من الإقالة.

ومن الأسباب التي جعلت الهوسا تنتفض قبل يومين في ولاية النيل الأزرق هي قضية الغاز المكتشف مؤخرا في ولاية النيل الأزرق من طرف وزارة الطاقة السودانية، والذي سيتم البدء في الإستثمار فيه من قبل شركات أوروبية في المستقبل القريب.

حيث تمت مشاورات بين ممثلين لهذه الشركات وحاكم الولاية أحمد بادي العمدة حول تفاصيل العرض المقدم، وهذا الأمر جعل الكثير من الأسئلة تطرح في أذهان قبيلة الهوسا، حيث تزايدت مخاوفهم من أن يتم تجاهلهم وتهميشهم أيضا في هذا المشروع خاصة أن قبيلة البرتا هي التي تملك النفوذ والأرض.

كما أن لها وزن إداري كبير يمكنها من أن تحصل علي دعم هذه الشركات لها، والسيناريو الأكثر بؤسا من هذا بالنسبة لقبيلة الهوسا هو أن تحصل البرتا علي جل الإمتيازات والمناصب في هذا المشروع، ما سيجعل حاكم الولاية يتمادي في تهميشه للهوسا أكثر فأكثر.

اقرأ أيضاً: أسباب غير معلنة للصراع بين الهوسا والبرتا في النيل الأزرق

ويري خبراء ومحللون سياسيون مختصون بالوضع السياسي السوداني، أن الهوسا إذا انتفضت بشكل عام في كل أرجاء السودان فإن ذلك سيهدد استقرار السودان ويزعزعه.

لذا يجب علي السلطات النظر في مطالب هذه القبيلة وحل نزاعاتها مع باقي القبائل في أقرب وقت، قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.