الأخبار

مقتدى الصدر: حظر تجول في جميع أنحاء العراق بعد إعلان الزعيم الشيعي اعتزال الحياة السياسية

الخرطوم | برق السودان

أعلنت السلطات العراقية، اليوم الاثنين، فرض حظر تجول شامل في جميع أنحاء العراق، بعد إعلان رجل الدين الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، اعتزاله السياسة نهائيا، بعد نحو عام من الجمود السياسي الذي ترك البلاد بدون حكومة جديدة.

يأتي ذلك بعدما أعلن مسؤولون عراقيون أن العشرات من أنصار الصدر اقتحموا اليوم الاثنين القصر الجمهوري، وهو مبنى داخل المنطقة الخضراء المحصنة ببغداد.

وقال المسؤولون إن المتظاهرين الغاضبين “دخلوا القصر الجمهوري” بعد وقت قصير من إعلان الصدر اعتزاله الحياة السياسية، في ظل توجه آلاف آخرين من أنصار الصدر نحو المنطقة الخضراء، حسبما أفاد صحفي في وكالة فرانس برس للأنباء.

وقالت قيادة القوات العراقية المشتركة في بيان، وفقا لوكالة الأنباء العراقية، إنها: “تعلن حظر التجوال الشامل في جميع محافظات العراق”.

كما دعت قيادة العمليات المشتركة المتظاهرين إلى الانسحاب فورا من داخل المنطقة الخضراء.

وقال بيان للعمليات المشتركة، وفقا لوكالة الأنباء العراقية: “القوات الأمنية تدعو المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من داخل المنطقة الخضراء”، مؤكدة أنها “التزمت أعلى درجات ضبط النفس والتعامل الأخوي لمنع التصادم أو إراقة الدم العراقي”.

وفي وقت لاحق، قالت مصادر طبية عراقية إن 8 أشخاص على الأقل قتلوا وأن أكثر من 80 آخرين أصيبوا في اشتباكات في المنطقة الخضراء.

وأطلقت قوات الأمن – التي فرضت في وقت سابق الاثنين حظر تجول في بغداد – الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المحتجين.

وأفادت تقارير باندلاع اضطرابات في أنحاء أخرى من العراق.

وأعلن مجلس الوزراء العراقي تعليق جلساته حتى إشعار آخر.

ودعا رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، الجميع إلى ضبط النفس، مطالبا المتظاهرين بالانسحاب فورا من المنطقة الخضراء والالتزام بتعليمات قوات الأمن المسؤولة عن حماية المؤسسات الرسمية وأرواح المواطنين، بعد أن عقد اجتماعا طارئا للقيادات الأمنية بمقر العمليات المشتركة، لمناقشة تطورات الأحداث الأخيرة ودخول متظاهرين إلى مؤسسات حكومية.

وقال الكاظمي في بيان، وفقا لوكالة الأنباء العراقية: “تجاوز المتظاهرين على مؤسسات الدولة يعد عملاً مداناً وخارجاً عن السياقات القانونية”، داعيا الصدر إلى المساعدة في دعوة المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية.

وكان الصدر قد أعلن في بيان نُشر على تويتر الاثنين “عدم التدخل في الشؤون السياسية، فإنني الآن أعلن الاعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات” المرتبطة به.

ولم يذكر تفاصيل عن إغلاق مكاتبه، لكنه قال إن بعض مؤسساته الثقافية والدينية ستبقى مفتوحة.

وكان تحالف الصدر السياسي قد فاز بأكبر عدد من المقاعد في انتخابات العام الماضي، بيد أنه لم يحدث توافق بين الفصائل السياسية العراقية على أي حكومة منذ ذلك الوقت.

كما استقال جميع نواب الصدر، في يونيو/حزيران، بناء على طلبه، بعدها اقتحم أنصاره مبنى البرلمان وواصلوا اعتصامهم داخل المنطقة الخضراء في بغداد.

وكان الصدر قد انتقد سياسيين من قادة الشيعة بسبب تقاعسهم عن الاستجابة لدعواته للإصلاح.

وانسحب نوابه من البرلمان في يونيو/ حزيران بعد أن أخفق في تشكيل حكومة من اختياره، وأدى الجمود السياسي بينه وبين منافسيه الشيعة المقربين من إيران إلى دخول العراق في أطول فترة بدون حكومة.

و أثار إعلان الصدر يوم الاثنين مخاوف من أن احتمال تصعيد أنصاره احتجاجاتهم، الأمر الذي يؤجج مرحلة جديدة من عدم الاستقرار في العراق.

ويرجع التوتر إلى أكتوبر/ تشرين الأول، حين فازت كتلة الصدر بـ 73 مقعدا في الانتخابات، ما جعلها أكبر فصيل في مجلس النواب المؤلف من 329 مقعداً.

لكن المحادثات الرامية إلى تشكيل حكومة جديدة تعثرت لشهور. واقتحم عدد كبير من مؤيدي الصدر مبنى البرلمان في إطار احتجاجات على ترشيح السياسي محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء من قبل تحالف القوى الشيعية المعروف بـالإطار التنسيقي.

اقرأ ايضاً :

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى