الأخبارتقارير

مقترح تشكيل حكومة منفى يشعل الجدل داخل تنسيقية القوى المدنية «تقدّم»

تقرير | برق السودان 

كشفت وسائل اعلام محلية عن مصادر مطلعة في تنسيقية القوى المدنية “تقدّم”، الخميس، عن نقاشات حثيثة تدور حول مقترح مثير للجدل تقدمت به الجبهة الثورية لتشكيل “حكومة منفى”. يهدف هذا المقترح إلى مواجهة الأزمات السياسية الراهنة في البلاد في ظل الانسداد السياسي وغياب الحلول التوافقية. ورغم أهمية الفكرة بالنسبة لبعض الأطراف، إلا أنها أثارت خلافات داخل التحالف وطرحت تساؤلات حول جدواها وتحديات تنفيذها.

آلية التنسيق السياسي: خطوة نحو دراسة المقترح

وفقًا للمصادر، تعمل تنسيقية “تقدّم” على تشكيل آلية تنسيقية سياسية لدراسة مقترح حكومة المنفى بعمق. تشمل هذه الخطوة التواصل مع القوى السياسية والحركات المسلحة، سواء داخل التنسيقية أو خارجها، لضمان رؤية شاملة واستيعاب مواقف جميع الأطراف ذات الصلة.

يمثل المقترح، الذي تقدمت به الجبهة الثورية، محاولة للبحث عن بدائل سياسية جديدة، في وقت تعاني فيه البلاد من حالة من الاستقطاب السياسي وتدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية. ومع ذلك، تواجه هذه الخطوة تحديات تتعلق بمدى قدرة التنسيقية على خلق توافق داخلي، في ظل تضارب المصالح واختلاف الرؤى بين أعضائها.

تحديات تشكيل حكومة المنفى

رغم التفاؤل الذي يبديه البعض بشأن المقترح، إلا أن فكرة تشكيل حكومة منفى تواجه تحديات رئيسية، أبرزها:

1. افتقار الإجماع الداخلي:
أظهرت النقاشات الداخلية في “تقدّم” وجود انقسامات حادة بين مكونات التحالف. يرى بعض الأعضاء أن تشكيل حكومة منفى قد يعمّق الأزمة السياسية ويزيد من الفجوة بين المعارضة الداخلية والخارجية، فيما يدعو آخرون إلى ضرورة اتخاذ خطوات جريئة لإنقاذ البلاد من أزمتها الراهنة.

2. الاعتراف الدولي والتأثير الداخلي:
يعتمد نجاح حكومة المنفى على الدعم الدولي، وهو عامل غير مضمون، خاصة في ظل تباين مواقف القوى الدولية تجاه الأزمة السياسية في البلاد. علاوة على ذلك، يبقى السؤال حول قدرة هذه الحكومة على التأثير في الداخل، ومدى قبولها شعبيًا وسياسيًا في ظل غياب تمثيل حقيقي للأطراف كافة.

3. التواصل مع الحركات المسلحة:
من التحديات الأخرى، ضمان تعاون الحركات المسلحة مع حكومة المنفى، إذ إن استمرار هذه الحركات في العمل بشكل منفصل قد يؤدي إلى ضعف تأثير هذه الحكومة وإضعاف قدرتها على تقديم نفسها كبديل سياسي قوي.

خيارات التنسيقية: مواجهة التحديات أو توسيع التحالف؟

يتطلب نجاح هذا المقترح تبني مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار موقف القوى السياسية والحركات المسلحة، سواء داخل التنسيقية أو خارجها. كما يجب على التحالف العمل على تعزيز قنوات التواصل مع المجتمع الدولي للحصول على الدعم اللازم.

في ظل هذه التحديات، يبقى السؤال الرئيسي: هل تستطيع تنسيقية “تقدّم” توحيد رؤاها والمضي قدمًا في تشكيل حكومة المنفى؟ أم أن هذا المقترح سيظل حبيس الخلافات الداخلية والعوائق الخارجية؟

الخلاصة

يُعتبر مقترح تشكيل حكومة المنفى خطوة طموحة لكنه محفوف بالتحديات. ستحدد الأسابيع المقبلة مدى قدرة تنسيقية “تقدّم” على التعامل مع هذا الملف الحساس وتحقيق إجماع داخلي وخارجي يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة في المشهد السياسي الراكد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى