بورتسودان | تقرير – أنس عبدالوهاب
مدثر القصير، هو ضابطٌ من خريجي الدفعة 49 بالقوات المسلحة، وهي الدفعات المعروف انتماء نسبةٍ كبيرة ضباطها للإسلاميين ويرتبط بقرابةٍ وصلةِ نسبٍ مع زعيم الحركة الإسلامية (علي كرتي)، الرجل الذي أسس ماتسمى قوات الدفاع الشعبي وأذرعها من كتائب الإسلاميين في مختلف مستويات الدولة أثناء حكم الإنقاذ، وتأسيسه للتنظيم الإسلامي داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية، وكذلك تأسيسه مع قياداتِ الإسلاميين لما عُرف بالأمن الشعبي.
كرتي ..كادر الأمن الإسلامي
ظل علي كرتي، يعمل طيلة فتراتهِ التي تنقل فيها بين أجهزة الدولة والتنظيم الإسلامي يعمل في ظل مع الكوادر الأمنية والعسكرية للإسلاميين ولم يخرج للسطح إلا عقب مفاصلة الإسلاميين الشهيرة سنة 1999م، والسبب في ذلك الخلاف الشهير بين عوض الجاز، المشرف المدني من قبل التنظيم على الكادر الإسلامي داخل المؤسسة العسكرية وعبدالرحيم محمد حسين، الذي أصر أن يُمسك العسكريون الإسلاميون بأنفسهم على هذا الملف، بعدها ذهب علي كرتي، إلى وزارة العدل ثم وزارة الخارجية ولكنه لم يكن أكثر من كادرٍ عسكري يرتدي بدلةً مدنية حيناً والجلابية والعمامة معظم الأحيان.
عقب التغيير الذي حدث في 11 أبريل 2019، تم إلقاء القبض على معظم القيادات الإسلامية المتنفذة في نظام الإنقاذ بمن فيهم (علي عثمان – نافع علي نافع – أحمد هارون) وهم الكوادر السياسية التي كانت تدير الملفات الأمنية ومع ذلك ظل علي كرتي، متخفياً واستعاد بسرعةٍ شديدة علاقاته القديمة ونفوذه داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية.
التنسيق مع العسكر
نجاح علي كرتي، في الاختفاء طوال فترة الحكومة الانتقالية أثار كثيراً من الشكوك عن علاقته بالقيادة العسكرية خلال تلك الفترة وظل قادة المؤتمر الوطني يرددون سراً أن كرتي، ضحى بهم لصالح أن يصبح زعيم الحركة الإسلامية وهو الذي لم يحصل على تأهيلٍ سياسي ليحصل على هذا الدور ، فقد عاش عمره بأكمله كادراً أمنياً داخل أجهزة الحركة الإسلامية، ولكن الهجوم المباشر جاء من قيادات المؤتمر الشعبي وعلى رأسهم (الأمين عبدالرازق) الذي اتهمه في لقاءٍ سياسي مفتوح متلفزٍ ونقلته منصات مواقع التواصل الاجتماعي أنه هو الذي سجن قادة الحركة الإسلامية وردد (الدخلهم منو) وكان يسأل الحضور والذين أجابوا مرددين إسم علي كرتي.
#السودان | تقرير | من هو مدثر القصير؟ الرجل الذي يقف خلف البرهان دائماً وما علاقته بـ علي كرتي؟
بورتسودان | أنس عبدالوهاب
مدثر القصير، هو ضابطٌ من خريجي الدفعة 49 بالقوات المسلحة، وهي الدفعات المعروف انتماء نسبةٍ كبيرة ضباطها للإسلاميين ويرتبط بقرابةٍ وصلةِ نسبٍ مع زعيم الحركة… pic.twitter.com/1qihjB5rHH
— برق السودان🇸🇩 (@SDN_BARQ) November 5, 2023
مدثر القصير
مدثر القصير وهو الشخص الذي هاجمه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” مشيراً إليه بالإسم والصفة خلال لقائه وحديثه المصور – الخميس 2 نوفمبر الجاري – قائلاً أنه الذي يتحكم في حركة البرهان، ويوجهه بحسب مايرى علي كرتي، رغم أنه ضابطٌ صغير في السن والرتبة لأنه حلقة الوصل مع علي كرتي، بحكم صلةِ الدم والنسب.
والتساؤلات تتكثف وتزداد لأن مدثر القصير ظل هو الضابط الوحيد الذي لم يغادر مكتب البرهان منذ وصوله إلى القيادة، في الوقت الذي اختفى فيه اللواء الصادق إسماعيل، الذي كان يدير مكتبه في القيادة العامة والقصر الجمهوري، قبل أن يفصل البرهان بين مكتبيه في القصر الجمهوري والقيادة العامة ويسند مكتب القيادة العامة إلى اللواء حافظ التاج، واختفى أيضاً العقيد عمرو منسق الاتصالات في مكتب البرهان، الذي أعيد إلى وحدته وأصيب في المعارك الأخيرة وصعد في مكانه المقدم علاء الدين محمد عثمان الحسين، وهو شخص مدني كان يعمل (مراسلة) في إحدى الصحف ثم حاملاً للرسائل في مكتب النائب العام قبل أن يدخل مكتب القائد العام للقوات المسلحة ويرتدي بدلة عسكرية.
الترتيب مع الإسلاميين
مدثر القصير هو الشخص الذي ظهر أسمه في الرسائل المسربة من هاتف القيادي بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ورئيس مايسمى (دولة حزب القانون) عقب اعتقاله من قوات الدعم السريع وكشفت الرسائل عن تواصل بين مكتب البرهان والمجموعات الإسلامية التي ظلت تهدد وقوضت مسارات الفترة الانتقالية.
تلك الرسائل كشفت أيضاً عن اتصالاتٍ يجريها محمد علي الجزولي، نيابةً عن مكتب البرهان مع الرئيسي النيجري المنقلب عليه (محمد بازوم) وهي الاتصالات التي شارك فيها الصحفي الصادق الرزيقي، كما كشفت الرسائل عن تنسيقٍ مع الإخوان المسلمين في تركيا وهم قيادات التنظيم الإسلامي الذين فروا من السودان عقب انتصار الثورة وعاد بعضهم عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021، بينما ظلت شكوك العدد الأكبر قائمةً ينتظرون القضاء التام على قوى الثورة وهو الأمر الذي ظل يبشر به محمد علي الجزولي، وأنس عمر، في خطاباتٍ مفتوحة قبل أن تكشف الرسائل أن مدثر القصير هو الشخص الذي كان يتولى التنسيق والحماية لكل هذه التحركات وينقلها إلى القيادة.
حيث قال محمد الجزولي في رسالةٍ لمدثر (طمئن الأخوة في القيادة أن الأخوان جاهزين)، وكانت هذه الرسائل يوم 13 أبريل 2023 قبل يومين من اندلاع الحرب.
الشاهد في الأمر أن جميع طاقم البرهان تبدل عدة مرات إلا أن مدثر القصير ظل هو الشخص الذي يقف خلف البرهان بإستمرار ويكون أقرب له على الدوام مثيراً تساؤلات تمت الإجابة عليها في هذا التقرير.