الخرطوم | برق السودان
أعلن رجل الأعمال والملياردير المصري نجيب ساويرس، اليوم الإثنين 8 سبتمبر 2025، توقيع بروتوكول تعاون مع الحكومة السودانية لاستئناف أنشطة استكشاف الذهب، مشددًا على أن السودان “بلد واعد” مع تمنياته بانتهاء الحرب لتهيئة بيئة استثمار آمنة. جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر «صناعة العقار تقود الاستثمار والتصدير».
السودان بلد واعد ونتمنى انتهاء الحرب غير المبررة هناك لاستقرار الاستثمار
نجيب ساويرس
سجل ساويرس في قطاع الذهب بالسودان
يمتد حضور ساويرس في التعدين السوداني لأكثر من عقد؛ فبعد استحواذ عائلة ساويرس عام 2012 على شركة لا مانشا، امتلكت المجموعة حصة كبيرة في شركة أرياب للتعدين (AMC) التي تُشغِّل منجم «هسّاي»، قبل أن تبيع لاحقًا حصتها للحكومة السودانية. وتشير مواد لا مانشا وتغطيات متخصصة إلى أن «أرياب» كانت تنتج عشرات آلاف الأونصات سنويًا من منجم هسّاي خلال تلك الفترة.
في أبريل 2015، استحوذت الحكومة السودانية على %44 من «أرياب» كانت مملوكة لساويرس في صفقة بلغت 100 مليون دولار، لتنتقل الملكية الكاملة للدولة؛ وهو ما أكدته تقارير لوكالات دولية ومتابعات اقتصادية في حينه.
لماذا يعود الآن؟ الدوافع والتحديات
يتوافق التوجّه الجديد مع رؤية ساويرس المتفائلة للذهب؛ إذ توقّع في تصريح حديث أن يصل المعدن الأصفر إلى 5,000 دولار للأونصة خلال عام أو عامين، ما يعزّز شهية الاستثمار في الأصول الآمنة. لكن ساويرس ربط صراحةً نجاح استثماراته في السودان بتحسّن الوضع الأمني وانتهاء الحرب.
وتظلّ الحرب الدائرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أكبر عائق أمام عودة الاستثمارات بشكل واسع، مع ما خلّفته من دمار ونزوح واسع وأزمة إنسانية غير مسبوقة بحسب تقديرات دولية حديثة.
حتى لحظة الإعلان، لم تُنشر تفاصيل البروتوكول (بنوده الفنية، نطاق الامتيازات، أو الشركات التابعة المنفذة) واكتفى ساويرس بالإشارة إلى استئناف أنشطة الاستكشاف، ما يجعل الخطوة إطارًا تمهيديًا بانتظار اتضاح المسار التنفيذي والتراخيص والضمانات.
عودة ساويرس إلى ذهب السودان تحمل رمزية اقتصادية لقطاع التعدين المحلي، لكنها ستظل رهينة تحسّن البيئة الأمنية، ووضوح الأطر التنظيمية، وقدرة الأطراف على تحويل مذكرة التفاهم إلى استثمارات تشغيلية تُعيد تنشيط المشروعات التاريخية وتستكشف فرصًا جديدة.