الأخبارمنوعات

نحات سعودي يقضي 8 سنوات في نحت القرآن الكريم كاملاً على 30 لوحاً رخامياً

النحات حسبان العنزي يسعى إلى تسجيل هذا المنجز في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية

الرياض | برق السودان

تعدّ حرفة “النحت” من المهن الإبداعية المتفردة التي نشأت مع بدايات الإنسانية، وحالة فنية إبداعية يمارسها الفنان بكل حرفية وإتقان ليخرج بعمل متقن يجذب معها الأبصار والذائقة الفنية للمتلقي، ويسرد معها النحات فصولًا تاريخية لأمم وحضارات في أزمنة مختلفة، كما أن فن “النحت” يمتلك القدرة الفائقة على الدمج مابين الإبداع والرؤية الفنية المتميزة للفنان.

وألهمت منطقة تبوك في شمال السعودية، المهتمين بفنون النحت والرسم بالإهتمام وتطوير هذه الحرفة، فهي بوابة المملكة ومنطقة القصور والقلاع فالدلائل التاريخية تشير إلى أن المنطقة كانت مقراً لأمم عديدة، مثل ثمود، والآراميين، والأنباط، وتشهد آثارها على وجود الإنسان منذُ عدة قرون قبل الميلاد، وهذا يتضح مِنْ الآثار التي إرتبطت بالحضارات المختلفة، وأنها مرت بحقبات تاريخية مهمة ومنها فترة حضارات الأنباط والمدينيين والأدومية، وطرق التجارة القديمة والقوافل والرحلات عبر التاريخ، وفترة الحضارة الإسلامية، إلى عهدنا الزاهر اليوم، مما يعكس الإرث التاريخي والحضاري للمنطقة.

طموحي المستقبلي إنشاء مركز لتعليم وتدريب شباب وفتيات الوطن لتخريج جيل يواكب نهضة المملكة ويحقق طموح وتوجهات رؤية 2030م..

     حسبان العنزي

وأوضح النحات حسبان بن أحمد العنزي، لوكالة الأنباء السعودية، أن النحت عرف منذ نزول آدم عليه السلام الأرض لعمارتها وعبادة الله عز وجل، ولحاجة الإنسان الأول إلى الغذاء، قام بتهذيب الخشب وعمل المحراث للزراعة ومن بعد ذلك نبي الله نوح، وصناعة السفينة ونحت الخشب ومن ثم آثار قوم النبي صالح، والنحت بالجبال البيوت وإرَم ذات العماد.

وأكد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظمها الله -، أولت موروث النحت بالمملكة جل العناية والإهتمام الكبير، من خلال إنشاء هيئة التراث التي إعتمدت حرفة النحت كحرفة أصيلة، توثق العمق الحضاري والإرث التي تتميز به المملكة وما وصلت إليه من منجزات.

خط المصحف الشريف خط النسخ العثماني على لوح من الرخام الأخضر

وعن بداياته بهذه الحرفة قال: إنه ومنذ عشرين عاماً بدأ بالإهتمام بالحرف العربي حرف القرآن الكريم وعمل على إخراجه بالنحت في أبهى الحلل، فقام بنحت موسوعة حجرية كاملة للبسملة جمع بها الخطوط العربية المختلفة عبر العصور ونحتها على رقائق وكتل حجرية من حجر تبوك المتعرج الرسوبي الرملي القاسي والجرانيت، مشيراً إلى مشاركته بأعمال النحت في الكثير من الفعاليات والمهرجانات والمناسبات الوطنية على مستوى المملكة، لافتاً إلى طموحه المستقبلي بإنشاء مركز لتعليم وتدريب شباب وفتيات الوطن لتخريج جيل يواكب نهضة المملكة ويحقق طموح وتوجهات رؤية 2030م.

وتوج العنزي، أعماله الإبداعية بنحت القرآن الكريم كاملاً على مدى ثمانية أعوام بخط المصحف الشريف خط النسخ العثماني على ثلاثين لوحاً من الرخام الأخضر كل لوح يحتوي جزء كامل من القرآن الكريم، ويسعى حالياً إلى تسجيل هذا المنجز باسم المملكة في موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى