منوعات

نساء في مواجهة الحرب.. بطلات الظل يُنقذن السودان من تحت الأنقاض

بين القصف والمجاعة.. نساء يتقدمن الصفوف

الخرطوم | برق السودان

رغم دوي القنابل وأصوات الرصاص، لا تزال آلاف النساء السودانيات في قلب الحدث. لا يحملن السلاح، بل يحملن الحياة في أكفّهن. من الخرطوم إلى الجنينة، ومن نيالا إلى القضارف، تتصدر النساء مشاهد المقاومة المدنية، عبر مبادرات صغيرة الحجم لكنها ضخمة التأثير.

في مخيمات النزوح، تقود نساء مبادرات تطوعية لإعداد الطعام، ومعالجة الجرحى، ورعاية الأيتام. تقول “أم منى”، وهي نازحة من أم درمان:

“بدأنا بطبخة واحدة يوميًا في المسجد، واليوم نطعم أكثر من 250 شخصًا… نحن لا نملك شيئًا، لكننا لا نترك أحدًا يجوع”.

اللافت أن كثيرًا من هذه المبادرات تعمل دون أي دعم رسمي، وتعتمد بالكامل على تبرعات المجتمع المحلي أو تحويلات من أقارب في الخارج.

السلطة غائبة لكن ضميرنا حاضر لسنا منظمات دولية نحن أخوات وجارات وأمهات ونقاتل للبقاء

ناشطات سودانيات

نساء يداوين جراح الحرب بلا ضوء ولا أدوات

في بعض المناطق التي دُمّرت فيها المستشفيات أو تحولت إلى ثكنات، تعمل النساء كقابلات ومسعفات تحت ظروف غير إنسانية. تقول القابلة “سارة محمود” من جنوب دارفور:

“نستقبل حالات الولادة في الظلام، دون أدوية أو ماء نظيف، لكن لا يمكننا أن نترك النساء وحدهن… نحن آخر ما تبقّى لهن”.

وتُظهر تقارير محلية أن أكثر من 70٪ من جهود الإغاثة الأهلية في المناطق المتأثرة بالحرب، تقودها نساء. سواء كن جامعيات، أو ربات بيوت، أو طبيبات سابقات، فإن الحرب جعلت منهن عمادًا للمجتمع المنكوب.

تحدي التحرش، والتمييز، والانهيار النفسي

لا تقتصر معاناة النساء على ظروف العمل، بل يتعرضن في كثير من الأحيان لتحرش وانتهاكات خلال عمليات الإغاثة. ومع ذلك، تؤكد ناشطات أن الحافز الأخلاقي أكبر من الخوف. تقول إحدى الناشطات في العاصمة:

“السلطة غائبة، لكن ضميرنا حاضر. لسنا منظمات دولية، نحن أخوات وجارات وأمهات، ونقاتل للبقاء”.

أمل نسائي في مستقبل سودان جديد

في الوقت الذي تنشغل فيه الأطراف المتحاربة بصراعات النفوذ، تصنع النساء في الميدان ما يشبه “دولة موازية” من التضامن الإنساني والتكافل الاجتماعي. إن ما بدأ كمبادرات تطوعية قد يتحول لاحقًا إلى نواة حراك نسائي أوسع، يطالب بحق النساء في السلام والقرار والمشاركة السياسية الفاعلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى