الخرطوم | برق السودان
يخوض الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان حملة شرسة ضد ما يسمه “النفاق” الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام في بلاده حيال كأس العالم في قطر. ولم يتردد الإعلامي -الذي يعتبر من بين الأشهر في العالم- في توجيه سهام النقد لطريقة التعامل مع هذه البطولة، والإصرار على التركيز على قضايا سياسية أو حقوقية.
ولا يفوّت بيرس مورغان أية مقابلة صحفية دون إظهار التناقضات التي وقع فيها الإعلام وبعض الجهات الرسمية البريطانية، مؤكدا أن بلاده “هي آخر من يمكن أن يقدم دروسا أخلاقية للآخرين”.
ورغم الهجوم الحاد الذي يتعرض له مورغان على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا تويتر، فإن هذا لم يمنعه من التعبير عن مواقفه المنتقدة للحملة الإعلامية ضد كأس العالم في قطر، ومن يعرف بيرس مورغان جيدا يعلم أنه لا يتراجع عن مواقفه بسهولة وإن كلفته منصبه.
“نفاق سخيف”
فوجئ الملايين من البريطانيين الذين كانوا ينتظرون متابعة حفل افتتاح كأس العالم على شبكة “بي بي سي” البريطانية بقرار الأخيرة عدم بث الحفل، ليظهر عوضا عن ذلك اللاعب البريطاني الشهير غاري لينكر متحدثا عن أسباب القرار، وكيف أن هذه هي “الأكثر إثارة للجدل في تاريخ البطولة”.
ولم يتأخر رد بيرس مورغان الذي غرّد على حسابه بتويتر، معتبرا أن هذا القرار “هو عدم احترام فظيع لدولة قطر”، وقال الإعلامي البريطاني الذي يقدم برنامج “توك تي في” إنه إذا كانت “بي بي سي تشعر بالفزع، فعليهم إعادة جيشهم الضخم من الموظفين إلى الوطن وتجنيبنا هذا النفاق السخيف”.
وتساءل مورغان عن “غياب هذا الوازع الأخلاقي في مونديال روسيا، وهل ستفعل “بي بي سي” ذلك تجاه الولايات المتحدة، حيث النقاشات حول منع بيع الأسلحة ومنع الإجهاض، “أم أن الدول ذات الثقافة العربية هي فقط التي تزعجكم؟”، مواصلا أسئلته “لماذا قامت بي بي سي ببث افتتاح الألعاب الشتوية في بكين؟ هل انتهاكات حقوق الإنسان هناك ليست بهذا السوء”.
وردّت هيئة “بي بي سي” على مورغان بأنها فعلت الشيء نفسه مع مونديال روسيا ولم تقم ببث حفل الافتتاح، قبل أن يردّ مغردون بنشر صور للمذيعين الرياضيين البريطانيين الذين قرروا ارتداء شارة دعم المثليين في مونديال قطر، وهم يلتقطون صورا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبيل افتتاح المونديال سنة 2018.
درس حرب العراق
وأعلن بيرس مورغان أنه سيسافر إلى قطر لمتابعة مباريات المنتخبين الإنجليزي والأميركي، وقال إن كل النقاشات حول كأس العالم “يملؤها الكثير من النفاق”، مضيفا أنه -على سبيل المثال- “هناك 8 دول من الدول الـ32 المشاركة في كأس العالم تجرّم المثلية، فهل يتم طردها كلها من البطولة؟ هذا يعني لن تكون هناك بطولة”.
واستنكر بيرس مورغان في إحدى مقابلاته “ادعاء الطهارة الأخلاقية” الذي تقوم به بعض الدول، متسائلا “هل بريطانيا نظيفة من الناحية الأخلاقية؟”، قبل أن يجيب “هل نحن مؤهلون من الناحية الأخلاقية لإعطاء الدروس ونحن الذين قمنا بغزو غير شرعي للعراق، والذي أعطى سنوات من الفظائع وحكم تنظيم الدولة. هل هذا يجعلنا مؤهلين لاستضافة كأس العالم؟ إن ما يحدث هو نفاق واضح”.
وطالب بيرس مورغان الأشخاص الذين لا تروقهم أفكار دول الشرق الأوسط “ألا يذهبوا إلى هناك”، قبل أن يشير في تغريدة أخرى لاعتماد المملكة المتحدة على الغاز القطري بنسبة 20% من حاجياتها من الطاقة، “وحتى نظهر لهم موقفنا علينا أن نخبر قطر أننا لا نريد منهم الغاز، أليس هذا الصواب؟!”، في إشارة من الإعلامي لازدواجية تعامل بريطانيا مع قطر عندما يتعلق الأمر بملف الغاز والطاقة.
ولا يظهر بيرس مورغان أية مؤشرات على أنه سيتراجع عن مواقفه التي يعبر عنها في تغريداته وفي برنامجه، والتي يقول إنها تركز على “عدم تسييس كرة القدم والتوقف عن التعامل بنفاق مع كأس العالم”.
ورغم أنه يواجه تهما بعدم الاكتراث بحقوق المثليين، إلا أن بيرس مورغان أعلن رفضه “المتاجرة بالقضايا الحقوقية، ولو كان المنتخب جديا في دعم المثليين فلماذا تراجع عن دعمهم وعدم حمل شارة الفخر؟ كان على المنتخب أن يتحدى الفيفا مهما كلف الثمن”.
اقرأ ايضاً :