يعتبر قطاع الألعاب أحد القطاعات القليلة التي تأثرت إيجاباً بجائحة كورونا، محققًا نموًا كبيرًا بفضل الإقبال المتزايد من جانب المستهلكين أثناء فترة الحظر المنزلي. وأشارت دراسات نقاط البيع التي أجراها معهد أبحاث السوق الألماني (جي إف كيه) في قطاع الألعاب في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى ارتفاع عائدات بيع أجهزة الألعاب خلال النصف الأول من العام الحالي بنسبة 29 في المائة لتصل القيمة الإجمالية للسوق إلى 960 مليون ريالاً سعودياً.
وتحتل أجهزة الألعاب المحمولة (32٪)، وأجهزة ألعاب الفيديو (31٪) وأجهزة الألعاب والترفيه (17٪) من المبيعات، حيث أسهمت بما يقارب 777 مليون ريال سعودي في هذا القطاع في الفترة من يناير إلى يونيو 2020. وكانت الفئات الأسرع نموًا خلال تلك الفترة هي شاشات الألعاب ولوحات المفاتيح / أجهزة الفأرة، والتي حققت مبيعاتها عائدات تتجاوز نسبة 110.77 بالمائة على التوالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. كما سجلت أجهزة الألعاب المحمولة وسماعات الألعاب نموًا مطردًا بزيادة مقدارها 60 في المائة من قيمة المبيعات.
استمر النمو في قطاعات الألعاب التي يتتبعها جي إف كيه في السوقين في فترة ما بعد الحظر المنزلي، حيث أظهرت نتائج الربع الثاني تسجيل الأجهزة كشاشات ولوحات مفاتيح الألعاب زيادة في المبيعات بأكثر من الضعف (+ 155٪ و + 135٪)، في حين تباطأ نمو الشاشات العادية (-22٪) ولوحات المفاتيح (12٪) . ويمكن رؤية اتجاهات مماثلة على صعيد المنتجات الأخرى كأجهزة الكمبيوتر المحمولة وسماعات الرأس والأجهزة الملحقة وما إلى ذلك.
من جانبها، صرحت شيكا صامويل، محللة لجنة تكنولوجيا المعلومات لدى جي إف كيه: “في مستهل الجائحة العالمية، شهدنا ظهور اتجاهات متباينة في أسواق السلع الاستهلاكية التقنية، متسلسلة على مراحل متعددة – نوبات الشراء والتكيف والوضع الطبيعي الجديد. كما لاحظنا ارتفاع شهية المستهلكين باتجاه أجهزة الألعاب عندما شرعوا في استكشاف سبل لقضاء وقتهم وتسلية أنفسهم في خضم الحظر .”
وفقًا لمسح نبض المستهلك الذي أجراه جي إف كيه في خضم الحظر، قال ما يقرب من نصف (46 ٪) المشاركين في المسح في المملكة العربية السعودية أنهم خصصوا وقت فراغ أكثر من المعتاد في ممارسة الألعاب خلال الحظر، كما أشار أكثر من نصف المشاركين (51٪) إلى ممارستهم لألعاب الفيديو كإحدى الوسائل الرئيسية للترفيه بالمنازل، مما جعلها خيارًا أكثر شيوعًا من غيرها كالاستماع إلى المذياع (30٪) ومتابعة المباريات الرياضية (37٪) والاستمتاع بالموسيقى (49٪) ومشاهدة مقاطع الفيديو (50٪) وأقل قليلًا من الخيار التقليدي الخاص بمشاهدة الأفلام / المسلسلات (71٪).
وتعد إحدى التجارب الحديثة في أجهزة الألعاب اليوم، والتي اكتسبت شعبية كبيرة بين اللاعبين هي القدرة على تقديم تجربة مميزة، بشكل خاص فيما يتعلق بالأحداث / الرياضات الواقعية من خلال أجهزة ألعاب الواقع المدمج (Augmented Reality – AR) والواقع الافتراضي (Virtual Reality – VR). خلال فترة الجائحة، وتُستخدم تدريبات ورياضات الواقع الافتراضي بالمنازل بصورة شائعة للحفاظ على اللياقة واستنادًا إلى تتبع نقاط البيع بواسطة جي إف كيه، حققت صناعة الواقع الافتراضي في الإمارات العربية المتحدة في النصف الأول من عام 2020 نموًا إجماليًا بقيمة قاربت 5.7 مليون ريال سعودي بزيادة قدرها 46 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام المنصرم.