تكنولوجيا

هل يتحمل “شات جي بي تي” مسؤولية حرائق لوس أنجلوس؟

الذكاء الاصطناعي تحت المجهر

بورتسودان | برق السودان

مع استمرار اشتعال حرائق الغابات في لوس أنجلوس، تصاعدت النقاشات حول تأثير الذكاء الاصطناعي على البيئة، وتحديدًا ما إذا كانت بصمة نماذج مثل “شات جي بي تي” تسهم في تفاقم ظاهرة تغير المناخ، التي تعد عاملاً رئيسياً في تهيئة الظروف لهذه الكوارث الطبيعية.

بصمة الكربون: كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في تغير المناخ؟

تتطلب النماذج العملاقة مثل “شات جي بي تي” بنية تحتية ضخمة تشمل مراكز بيانات تعمل على مدار الساعة، مما يستهلك كميات هائلة من الطاقة. وتعتمد غالبية هذه المراكز على مصادر طاقة غير متجددة، مما يؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.

وفقًا لتحقيق أجرته وكالة “أسوشيتد برس” في عام 2023، استخدمت مراكز بيانات “مايكروسوفت” الخاصة بتدريب نموذج “GPT-4” نحو 11.5 مليون غالون من المياه لتبريد خوادمها في دي موين بولاية آيوا الأميركية، ما يمثل 6% من إجمالي إمدادات المياه في المنطقة. ومع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي عالميًا، يمكن أن ترتفع هذه الأرقام بشكل كبير، مما يفاقم من أزمة تغير المناخ.

أظهرت دراسة حديثة أن مجرد إنشاء رسالة بريد إلكتروني مكونة من 100 كلمة بواسطة “شات جي بي تي” يتطلب ما يعادل زجاجة ماء تقريبًا (519 مليلترًا). وعلى نطاق واسع، يعني استخدام 16 مليون شخص للمنصة مرة واحدة في الأسبوع استهلاك ما يقرب من 435 مليون لتر من المياه سنويًا.

حرائق الغابات والمياه: ما العلاقة؟

على الرغم من التركيز على الذكاء الاصطناعي، فإن حرائق الغابات في لوس أنجلوس تبرز مشكلة أخرى تتعلق بالبنية التحتية للمياه. قال مارتن أدامز، المدير العام السابق لإدارة المياه والطاقة في لوس أنجلوس، إن نظام المياه في المدينة لم يُصمم لتحمل الطلب الهائل الناتج عن الحرائق المستمرة. وأوضح أن نفاد المياه لدى رجال الإطفاء ليس بسبب استنزاف مراكز البيانات للموارد، بل لعدم تجهيز النظام للتعامل مع الحرائق المتكررة والممتدة.

مع ذلك، فإن تغير المناخ، الذي يفاقمه الذكاء الاصطناعي جزئيًا من خلال استهلاك الموارد والانبعاثات الكربونية، يخلق بيئة أكثر عرضة لحرائق الغابات.

هل هناك حلول لتقليل الأثر البيئي للذكاء الاصطناعي؟

تدرك شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “مايكروسوفت” و”غوغل” و”OpenAI” الحاجة إلى الحد من آثارها البيئية، وقد بدأت بعض الجهود للتحول إلى مصادر طاقة متجددة وتحسين كفاءة استهلاك المياه. ومع ذلك، ما زالت هذه الجهود بطيئة مقارنة بالنمو السريع للتكنولوجيا واعتمادها على موارد ضخمة.

من الحلول المقترحة:

  1. التحول إلى الطاقة المتجددة: يمكن لمراكز البيانات الاعتماد على مصادر طاقة نظيفة مثل الطاقة الشمسية أو الرياح.
  2. إعادة تدوير المياه: تطوير أنظمة تبريد مبتكرة تقلل من استهلاك المياه.
  3. لوائح تنظيمية أكثر صرامة: وضع قوانين تلزم الشركات بتقليل انبعاثاتها الكربونية واستهلاك الموارد.

مسؤولية جماعية

في حين أن الذكاء الاصطناعي، مثل “شات جي بي تي”، لا يتحمل المسؤولية المباشرة عن حرائق لوس أنجلوس، فإن بصمته البيئية تسهم في تغير المناخ الذي يهيئ الظروف لهذه الكوارث. الحل يكمن في التحرك الجماعي بين الشركات والحكومات والأفراد لتحقيق توازن بين الابتكار والاستدامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى