الأخبارتقارير

ياسر العطا بين اليأس والجهل في العلاقات الخارجية

تحليل تصريحات ياسر العطا وتأثيرها على العلاقات الدبلوماسية بين السودان والإمارات

بورتسودان | برق السودان

جدد عضو مجلس السيادة “الإخواني” ياسر العطا، أمس الثلاثاء، هجومه غير المبرر على دولة الإمارات العربية المتحدة واتهم حاكمها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتخطيط مزعوم للسيطرة على أراضي وموانئ السودان بينما كان يخاطب حشداً عسكرياً في سنار؛ وهذه ليست المرة الأولى، التي يهاجم فيها العطا، دولة وقادة الإمارات.

‏بدت تصريحات الفريق أول ركن ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السوداني، التي سعى فيها لانتقاد دولة الإمارات، تبريراً منه بعد الهجوم الذي تعرض له بسبب الفيديو العنصري الذي دعا فيه لتقسيم السودان وسعيه إلى زعزعة الاستقرار وإثارة الفتنة داخل البلاد، من خلال تقديم تصريحات تهدف إلى تفاقم الانقسامات وزعزعة الوحدة الوطنية من خلال البحث عن ذرائع للتغطية على العجز بدلاً من الاعتراف بالمسؤولية عن الفشل والاستجابة للأصوات الداعية إلى وقف الحرب.

ياسر العطا يخطو خطوة خاطئة بتصريحاته المثيرة للجدل ضد الإمارات .. الدبلوماسية البناءة تعزز العلاقات ليس تقويضها بالاتهامات غير المبررة

‏ولا يرى مراقبون سودانيون أي مبرر لهجوم العطاء على الإمارات وقادتها التي دعمت السودان اقتصادياً وساندت عملية التحول الديمقراطي سياسياً، وأعلنت موقفها الرافض للاقتتال بين أبناء البلد الواحد ودعمت الحوار بين الجيش وقوات الدعم السريع لوقف الحرب مبكراً.

دولة الإمارات دعت باستمرار منذ بداية الحرب إلى وقف التصعيد ووقف إطلاق النار وبدء حوار دبلوماسي في السودان؛ وقدمت دعماً إغاثياً وإنسانياً للتخفيف من الأزمة الإنسانية في السودان والدول المجاورة، ودعمت اللاجئين السودانيين وأنشأت مستشفى ميدانياً في مدينة أم جراس التشادية.

‏واعتبرت مصادر سودانية في تصريحات صحفية أن الاتهامات التي أطلقها العطا، ليست سوى تنفيس عن الغضب الذي يتملك القيادات العسكرية عقب تقدم كبير أحرزته قوات الدعم السريع في معارك عديدة خاضتها مؤخراً، خاصةً في إقليم دارفور الذي هزمت فيه الكثير من الوحدات العسكرية، وهو ما لا يريد قادة الجيش الاعتراف به.

‏ولطالما لجأ العطا، إلى إطلاق الاتهامات في كل اتجاه كلما اشتد الضغط على المؤسسة العسكرية. وسبق أن هاجم تشاد وكينيا ورئيسها، واتهم القوى المدنية بالتآمر على الجيش.

حديث ياسر العطا، محير فهو يعبر عن اليأس أو الجهل في تناول العلاقات الخارجية ويذكرنا بيونس محمود، وإسحاق أحمد فضل الله، وماضي “الكيزان” في الحديث الجهول عن خادم الحرمين الشريفين، وأمريكا – روسيا قد دنى عذابها وعلى ان لاقيتها ضرابها، فماذا كانت النتيجة؟! بل ماذا كانت نتيجة حديث الأمس القريب عن كينيا؟

‏ السياسية الخارجية لا تدار بالغضب أو الجهل ومثل هذا الحديث سيوسع دائرة الحرب وله اثاره المباشرة على الحرب وعلى السياسية، أولها قطع حبل التواصل الذي بدأه قائد الجيش، هل يعمل الفريق العطا، ضد قائده وضد نائبه كباشي؟ الم يكن ذلك حواراً  بغرض السلام؟ هل يريد أن يدفع في إتجاه الحرب؟ وماذا كانت نتيجة الحرب التي خاضها طوال الأشهر الماضية؟ أم إن ذلك مجرد توزيع أدوار بين قادة الجيش ولمصلحة من يأتي هذا الحديث؟

في الحالتين ان كان توزيع ادوار أو انفلات من أحد قادة الجيش برتبة فريق فان ذلك يشي بجهل فظيع بقواعد العلاقات الخارجية وادارة الحرب، فالحرب امتداد للسياسية، الفريق العطا، قد اطلق النار على قدمه ولكن الاصابة ستطال أقدام الجيش كله وقد حدث ذلك مرتين وهو يقدم هدية مجانية ضد نفسه وضد زملائه.

‏حينما يهجر الجنرال مهامه في هجير الحرب ويتحدث في السياسية سيما ان كان لا يحسن الحديث فعليه أن يصمت، أن هذا الحديث يضر بالشعب وبالوطن الذي يعاني الأمرين.

أظهر الفريق أول ياسر العطا، انه الإسلامي الأول في الجيش على عكس الصورة التي حاول رسمها بعد ثورة ديسمبر وعليه ان لا يستعجل (وأن لا يلولح قبل ما يخلف) فربما تحرك حمار السلطة وتركه خلفه والحرب لم تنتهي بعد!

ان الشعب سيجعله يوماً من الأيام الإسلامي الأخير مع اخوته والشعب ليس بغافل رغم كل ما يمر به.

مواد ذات علاقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى