حوارات

برنامج قهوتنا في بيت الإمارات

هناك الكثير من العادات والتقاليد المتشابهة بين السوداني والإمارات

الخرطوم | برق السودان

إستضاف منزل سعادة حمد الجنيبي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى السودان برنامج “قهوتنا” المُذاع على تلفزيون السودان يومياً خلال شهر رمضان الفضيل، حيث كانت الحلقة مختلفة على غير العادة وأكثر من رائعة تناولت تبادل العادات والتقاليد والتراث بين البلدين، وتحديد أوجه الشبه في الكثير من الأمور.

برنامج قهوتنا
نضال والبشري في ضيافة منزل سفير الإمارات لدى السودان

وكعادته دائماً ظهر سعادة السفير الإماراتي “حمد الجنيبي” بأصول الكرم وأبدى سعادة كبيرة بزيارة مقدما البرامج الشاعر والشاعرة “البشرى ـ ونضال”، وبالضرورة مثلت ضيفة البرنامج الإماراتية دكتورة “بدرية عبد الله الشحي”، إضافة غير عادية، وقد تحدثا معاً حول الكثير من المواضيع الشيقة في هذه المساحة:

هناك مثل أعرفه ودائماً ما يكون في خاطري وهو “درب السلامة للحول قريب”

دكتورة بدرية الشحي 

دكتورة “بدرية”، إستهلت التعقيب على حديث الشاعر “البشري”، حيث أبدت سعادة كبيرة بتواجدها ضمن هذا البرامج وأرسلت تحاياها للشعب السوداني، وقالت: “كل عام وأنتم بخير، هذا أول رمضان لي في بلدي الثاني ونحن متعايشين بين البلدين من “زمان”، وهناك جالية كبيرة للسودانيين في الإمارات.

سعادة السفير.. حدثنا عن القهوة العربية؟

حمد الجنيبي
حمد الجنيبي – سفير الإمارات لدى السودان

أكرر ترحيبي وإحترامي وتقديري لهذا البلد.. أعتقد أن المجتمع السوداني مضياف، والقهوة من من مشتركات الأمة العربية وهي عنوان الضيافة، وفي الإمارات لا يخلو بين من وجود القهوة للمواطنين أو المقيمين، وهي عادات مشتركة للضيوف وتجمعات الأشقاء والجيران.

متى دخلت القهوة الإمارات؟

القهوة دخلت الإمارات منذ ان عرفها الإنسان، والقهوة اليمنية هي الأصل والأولى، ومنذ دخول القهوة في القرن السادس عشر لم تغب يوماً، عدا في فترة من فترات الحرب العالمية الأولى “إنقطع البن”، ولكن كان هناك بديل، يتمثل في “نواة التمر” التي أُستخدمت في هذه الفترة القليلة، وكانت تحمص وتطحن وتعجن وتقدم بديلاً للقهوة، ولكن سرعان ما عادت القهوة.

من أجمل العادات السودانية هي قطع الطرق في رمضان على المارة للإفطار

حمد الجنيبي – سفير دولة الإمارات لدى السودان

دكتورة بدرية.. هل هناك عمر معين للقهوة في الإمارات؟

بدرية الشحي
دكتورة بدرية الشحي – القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات في السودان

“عندنا العيال حتى في سن المراهقة بشربون القهوة”، وهناك حديث “البنت الما بتشرب بنقولها ما بتعرسي” إذاً ليس هناك عمر معين، وأظن ان اول ما يتناوله الولد أو البنت في الإمارات من المنبهات هو القهوة، حتى الطلبة في المدارس، يجلسون في مجموعات لشرب القهوة كحال الرجال الكبار والنساء.

ماذا تعرف عن القلوة سعادة السفير؟

“القلوة موجودة”، ولها عبق من حياتنا، حيث الأمهات الآباء وكبار السن يمارسون قلوة البن أمام الأطفال، ولكن هذه العادة تغيرت نوعاً ما ولكنها موجودة، حتى في البر ليس غريباً ان تجد حظيرة وأمامها نار وأُناس يقلون القهوة.

دكتورة بدرية حدثينا عن مبدأ تمكين المرأة في الإمارات؟

دعني اخبركم أولاً انني “مدمنة قهوة، وعندما لا اتناولها أشعر بالصداع”، وعندما نتناول تمكين المرأة فالحديث يطول، وفي البدء، نشكر الشيخ زايد، “طيب الله ثراه”، الذي سن قانون رقم 6 وهو إنشاء الإتحاد النسائي في العام 1974م، بوجود أم الإمارات “الشيخة فاطمة بنت مبارك”، وهي داعمة أساسية للمرأة ولا تزال كذلك، وجهودها ملموسة.

المرأة الإماراتية تبوأت منصاب وكانت مفخرة في الداخل والخارج في كثير من المحافل، وأثبتت نجاحات كبيرة، والأرقام حاضرة والمؤشرات كثيرة، وعلى سبيل المثال المجلس الوطني الإتحادي به “50%” من النساء، وترأسته سيدة وهي الدكتورة “أمل القبيسي”، كما هناك نسبة عالية من السيدات في وزارة الخاجية، ونسبة مقدرة من السلك الدبلوماسي، ونحن الآن لدينا تسع وزيرات في التشكيل الوزاري، وتسع سفيرات يمثلن الإمارات في الخارج، وفي القطاعات الأخرى، وكذلك سيدات أعمال.

سعادة السفير.. بيت شعر سوداني استوقفك؟

رقصة العرضة
تناغم سوداني إماراتي مع رقصة العرضة الشهيرة في السودان

حقيقة هناك الكثير من بيوت الشعر السودانية التي تستحق الوقوف عندها، ولكن هناك كلمات إستثنائية، مثل بيت الشعر القائل “نحن الطير نحلبو ونصرصر ضرعو .. ونحن السما نزرعه ونحصد زرعه”، أعتقد بأن هذا الحديث فيه فخر لأبعد الحدود.

سعادة السفير.. حدثنا عن السياحة في الإمارات؟

الإمارات ولله الحمد مكتملة البنى التحتية، وتستضيف الأحداث العالمية الغير مسبوقة، مثل إكسبو وبها متحف المستقبل، وهو أمر غير عادي، بغرض إستشراف المستقبل بشكل جديد وسيكون منصة للنوابغ في الأمة العربية لإستشراق المستقبل، وفي كل إمارة من دولة الإمارات تجد مواقع سياحية على أعلى مستوى مثل متحف اللوفر في أبوظبي، وهناك المبني الأعلي في العالم “برج خليفة”، هذا على سبيل المثال لا الحصر.

دكتورة بدرية.. هل تعرفين أياً من الأمثال السودانية؟

في الواقع انا جديدة على السودان ولكن هناك مثل أعرفه ودائماً ما يكون في خاطري وهو “درب السلامة للحول قريب”.

سعادة السفير.. هلا أسمعتنا من شعركم شيء؟

لقد حرصت أن آتي بشعر قديم جداً، وهو للشاعر “الماجد ابن ظاهر”، شاعر الحكمة والقيادة في الإمارات، وسمو الشيخ زايد، الله يرحمه كان يردد اشعاره بإستمرار ومن ضمن أبياته الشعرية:

ما يكسر عزوم الرجال إلا الغرام

 ولا يلعب بعقل الفهيم إلا الحريم

 ولا يحفظ أحوال الشباب إلا الصيام 

ولا يكره الفعل الرذيل إلا الحشيم

 ولا يكثر هموم العباد إلا الحرام

 ولا يحس بأحوال الذليل إلا المشام

 ولا يمدح أفعال الذميم إلا الذميم

 ولا يبهج الوجه البغيض إلا السلام

ولا ويغظ عن ذلة لئيم إلا الحليم

 ولا يوصف أخلاق الرجال إلا السنام 

ولا يوصف الأخ لأخوه إلا الحزام

 ولا يوصف إذلال العزيز إلا الجحيم

 ولا يخاف من ظلم الظلوم إلا المنام

 ولا يبوح بعيوب الصديق إلا الخصيم

 ولا تقول من تقرأ القصيد إلا الكلام

ما يجهل القول السمين إلا الغشيم

دكتورة بدرية.. عدنا لك مرة أخرى عبر نافذة الأمثال ولكن هذه المرة من التي عندكم؟

صحيح لدينا أمثال كثيرة مثلكم في السودان، ومن أمثالنا في الإمارات “الما عنده دله ما حد يندله” أي الما عنده قهوة مافي حد بيمشي له.

سعادة السفير.. ما العادات والتقاليد السودانية التي أعجبتك؟

رقصة العرضة

العادات والتقاليد السودانية والإماراتية متقاربة ومتشابه، ولكن أكثر ما أعجبتني في عادات السودانيين هي قطع الطرق على المارة في رمضان من أجل الوقوف لتناول الإفطار عند وقت آذان المغرب، نحن نصفق لهذه العادة، وهي عنوان للكرم الفياض، وعندنا في الإمارات عادات متشابه، حيث بعض المقتدرين لدينا يحرصون على إطعام الطعام للجميع، وهناك خيام تنصب على الطرقات وأيضاً عادة تبادل الإفطارات.

دكتورة بدرية.. العادات في شهر رمضان في الإمارات؟

من عاداتنا في الإمارات هي تبادل الجيران الأطباق المختلفة من الطعام، إذ تجد في “السفرة” أنواع كثيرة معظمها من الجيران، وهذه عادة موجودة أيضاً في السودان.

دكتورة بدرية.. حدثينا عن الإهتمام بالشباب؟

الشباب ثروة في السودان والإمارات وفي أي بلد، والقيادة عندنا مهتمة بملف تمكين الشباب، لدينا وزيرات صغيرات في العمر على مستوى وزارات مهمة، مثل وزيرة الشباب، ولدينا أيضاً مجالس مختلفة للشباب، وما أريد قوله هو ان إهتمام الدولة أصبح بعامة الشباب العربي وليس بالإمارات فقط، لقد توسعنا وأصبحنا الآن نهتم حتى بشباب الدول العربية، في 2018م، أنشأت الإمارات مجلس للشباب العربي الذي يكرس على إحتواء الشباب وتبنيهم، بحيث يكونوا قادرين في المساهمة في القرارات التي تحميمهم في المستقبل وتساعدهم، والإمارات سباقة دائماً في ذلك، والمجالس هذه أثبتت نجاحات كبيرة، وخرجت شباب مبدعين ومبتكرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى