أسباب العودة للتفاوض !!
برق السودان | أطياف ✍️ صباح محمد الحسن
قبل أسابيع معدودة قررت مجموعة من القيادات العسكرية الوطنية أصالة عن نفسها ونيابة عن مئات الضباط من شرفاء الجيش وتلبية لرغبة الشعب السوداني إنقاذ الوطن والمواطن بعد ما أدركت أن لانهاية للحرب إلا بالتفاوض.
وأيقنت أن الفريق عبد الفتاح البرهان أصبح في قبضة الفلول التي سلبته القرار والإرادة وبات دمية لا ( رجا فيه).
التقطت حينها قيادة عسكرية (خارج الخدمة) تعمل بالخارج هذه الرغبة وبعثت إلى بريد الوساطة الأمريكية السعودية تلخصت الرسالة في أن المؤسسة العسكرية تريد الحل عبر التفاوض والخروج من السياسة وتسليم الحكومه إلى قيادة مدنية.
ولكن قبلها تعمل على تقديم شخصية قيادية أخرى بديلة للفريق عبد الفتاح البرهان يتولى مسئولية ملف التفاوض.
قبلت الوساطة بلا تردد وتواصلت المجموعة مع الفريق شمس الدين الكباشي وطرحت عليه رغبتها باعتباره القائد الثاني في المؤسسة صادفت هذه الرغبة مشاعر سخط عند الكباشي تجاه القيادات الإسلامية التي كانت قد قطعت معه وعدا بأن يكون بديلا للبرهان قبل خروجه من البدروم ولكن الفلول كعادتها نقضت عهدها مع الكباشي بعد أن قال لها البرهان (شبيك لبيك) وقطع وعدا معها بعدم الذهاب إلى التفاوض، عندها تركت الكباشي داخل البدروم (منسيا) دون أن توفر له سبل الخروج والحماية، حتى طفى السؤال على السطح (أين الكباشي) سيما أن أخر عهد له بالتصريح كان قد أعلن من خلاله رغبة الجيش في التفاوض ومن يومها وجد الكباشي نفسه ضحية خدعة كيزانية يمكن أن تجعله (يفقد روحه)، هذا الغبن جعل الكباشي يوافق على رغبة المجموعة الجديدة من شرفاء المؤسسة العسكرية، فالكباشي بالرغم من انه الأقرب انتماء ً للحركة الإسلامية لكن الظروف المحيطة به (حياة أو موت) بالنسبة له وللوطن جعلت المؤسسة العسكرية أقرب اليه من الحركة الإسلامية.
وتحدثنا بالأمس أن قوة دفع أكبر جعلت الكباشي يبارح القيادة، قوة ثلاثية الأبعاد قوامها سلطة خارجية تريد الرجل على طاولة التفاوض بنفسه أو بقراره سالما وآمناً، ومجموعة من القيادات العسكرية خلفها مئات الضباط برتبة لواء ومادون وثالثها قوات الدعم السريع التي تحتاج لقائد للجيش يملك قرار المؤسسة العسكرية ويأخذ بيدها إلى طاولة التفاوض، إذن ثلاثة جبهات عملت على حماية الكباشي من القيادة إلى مدينة بورتسودان هذا التحالف الخطير جعل القيادات الإسلامية في حالة من الذهول، قوة غير قابله للهزيمة او التصفية.
فمهمة الكباشي هي أن يسلم المؤسسة العسكرية (تسليم مفتاح) فقواعد المؤسسة انه وعند الرحيل يجب أن يسلم القائد الرآية لمن هو بعده فالدور الذي يلعبه الكباشي الآن ليس لأنه بطل مدهش أو الشريف العفيف ولكنه حامل أمانه إلى أن ينتهي التفاوض ينتهي دوره، حق منحته له المؤسسة العسكرية التي لاتستطيع أن تتخطاه لذلك اغتنم الكباشي الفرصة لينحاز لخيار المؤسسة والشعب في التفاوض ووقف الحرب (تقدير موقف) من قائد ميداني اقنعته تقارير الضباط فيما يتعلق بالمعركة التي رأت أن لاحل إلا بالتفاوض (تحديد موقف) ولأن الكباشي دفعت به هذه المرة قوة الضباط غير الإسلاميين بالجيش لذلك قال في كلمته عن التفاوض إن الجيش سيناقش فقط الملف الأمني والملف الأنساني) ولم يتحدث ابدا عن الملف السياسي (العسكر للثكنات).
ولأنه تحرك بأمر الضباط الوطنيين لذلك لم يشر في خطابه للقوى السياسية لاهمزا ولا لمزا كما أنه ولأول مرة ومنذ بداية الحرب تصدر المؤسسة العسكرية بيانا يتفق مع تصريحات القادة الراغبين في التفاوض إذاً خلاصة القول إن قرار العودة للتفاوض هذه المره هو قرار شرفاء المؤسسة العسكرية
وان الكباشي عقد صفقة كبرى أطاحت بالبرهان من كرسي القرار و بالمرة (تغدا بالفلول وبرهانهم قبل أن يتعشوا به) وقطع الحبل الذي تجر به الفلول عربة المؤسسة العسكرية (امسك العربة وترك لهم الرأس) لذلك انه ولأول مره سيكون التفاوض بجدة جادا ومثمرا وسيحقق أهدافه و لارجعه منه، اما الدور العظيم الذي قام به شرفاء الجيش ستكشفه الأيام القادمة فقط قليل من الصبر.
طيف اخير:
غدا تقف الأطياف على لافتة مضيئة كتب عليها الجبهة المدنية العريضة (جمع) لنرى لماذا فلول الظلام تقف خلفها باكية ؟!
#برق_السودان