إمارات الخير : سنواتي الزاهية
برق السودان | مقال رأي | إمارات الخير : سنواتي الزاهية
✍️ مصعب الفكي
كثيرون ذهبوا إلى الإمارات بحثا عن حياة أفضل، عرب وعجم وفدوا إلى الدولة التي توفر كثيراً من الفرص للنجاح، سواء عبر الوظائف المتاحة في الشركات العديدة المنتشرة في كل إمارات الدولة أو من خلال الاستثمار، أنا كنت منهم، ووفقني الله بأن عملت فيها لمدة 9 سنوات كانت الأجمل والأفضل في حياتي مهنياً ومادياً ونفسياً.
طيلة هذه السنوات لم أشعر يوماً أنني غريب، منذ اليوم الأول يتملكك إحساس بالألفة، ليس شعوراً زائفاً بل حقيقياً، يأتي ذلك من سهولة الإجراءات في الحصول على الخدمة ولطيبة شعب الإمارات الذي فتح ذراعيه لكل العالم، محبة حقيقية لا تشوبها شائبة، وجدت ولمست هذا الشعور كثيراً، حتى في أحلك المواقف وأصعبها لم أجد سوى الابتسامة والنظر إلى الإمام للتغلب على صعوبات الحياة.
في كثير من المناسبات يتحدث أصحاب السمو الشيوخ إلى مواطنيهم لكنهم لا ينسون في ذات الوقت المقيم، تجد كل قرار في الدولة يراعي المقيم بجانب أبناء البلد وليس أبلغ من ذلك حديث الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة عندما قرر زيادة رواتب موظفي حكومة الشارقة من المواطنين، ثم بعد فترة أقام مؤتمراً صحافياً ليعلن أنه عندما أقدم على هذه الخطوة كان في نيته أن يزيد رواتب المقيمين الذين يعملون في حكومة الشارقة أيضاً لكنه نسى، نعم لقد قال ذلك بكل تواضع وهيبة القادة وأدب العلماء.
شاءت الأقدار أن أشهد العديد من المواقف لقادة الدولة ولبعض أصحاب القرار ورجال الأعمال، ثم لمواطنين عاديين، أدركت حينها المقولة التي فاضت بها كتب التراث والأمثال وشاعت في الأدبيات السياسية التراثية ووردت في مقدمة ابن خلدون وهي : الناس على دين ملوكهم. على قدر أدب وتواضع وكرم قادة الدولة وجدت أبناء البلد يحذون حذوهم في كل شيء ما جعل الدولة في مصاف الدول المتقدمة.
وجدت ثقافة العمل حاضرة عند أهل البلاد، يحبون العلم والتعلم ولا يجدون حرجاً في السؤال لمعرفة شئ معين، معظم الذين يديرون كبرى الشركات هم من الشباب الذين ابتعثوا إلى أمريكا وأوروبا لنيل المعرفة اللازمة واكتساب الخبرات ثم عادوا للمساهمة في بناء دولتهم.
لا أقول أن السودانيون يجدون معاملة خاصة في الإمارات، فهي بلاد الجميع، عرباً وعجماً ولكن هناك مكانة ومعزة خاصة لنا عند الشعب الإماراتي فهو تعامل منذ التأسيس مع الرعيل الأول من الذين وفدوا إلى الدولة للعمل، يتذكرونهم ويثنون عليهم، يترحمون على من فارق دنيا الناس بل ويتصدقون على أرواحهم، ويدعون بدوام الصحة العافية للأحياء منهم.
كانت أيامي في الإمارات دولة الخير والعز والفخر، دولة العدل والنماء والبناء، دولة الماضي الزاهي والحاضر المزهر والمستقبل المشرق، أياماً جميلة كلها خير وجمال كأنها من فرط حسنها أعراس، حفظ الله إمارات الخير، شيوخها وشعبها وكل مقيم على أرضها الطاهرة.