الأخبار

اتفاق غامض بين الجيش السوداني وقوات تأسيس يفتح الطريق للسيطرة على الفاشر دون قتال

إتفاق «الخروج الآمن» يثير الجدل في الفاشر

الفاشر | برق السودان 

كشفت مصادر مطلعة لـ «برق السودان» عن اتفاق غير معلن بين الجيش السوداني وقادة قوات تأسيس، سمح بخروج آمن لقوات الجيش من مواقعها داخل مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تاركًا خلفه أكثر من 200 ألف مدني في قلب مدينة باتت تحت الحصار والقلق المتصاعد.

انسحاب مفاجئ واتفاق خلف الكواليس

وبحسب المصادر، فإن الانسحاب تم خلال ساعات الليل الأولى، قبل وقت وجيز من تقدم قوات تأسيس نحو الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، وهي واحدة من أبرز وأقدم الفرق العسكرية في إقليم دارفور.

وأوضحت المعلومات أن الانسحاب جاء في أعقاب تفاهمات ميدانية جرت بين قيادات ميدانية من الجانبين، تهدف إلى تجنب مواجهة مباشرة داخل المدينة، بعد أسابيع من القصف والمعارك المتقطعة في محيطها.

وأكدت المصادر أن الاتفاق نص على تأمين ممرات خروج لقوات الجيش مقابل السماح لقوات تأسيس بالسيطرة على المواقع العسكرية والمقار الحكومية داخل الفاشر، دون مقاومة تُذكر.

وبموجب هذا الاتفاق غادر قائد الفرقة السادسة مشاة بالقوات المسلحة السودانية، اللواء الركن محمد أحمد الخضر،  مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، رفقة عدد من قادة القوة المشتركة المساندة للجيش السوداني، بموجب اتفاق «الخروج الآمن» الذي تم التوصل إليه خلال الساعات القليلة التي سبقت سقوط الفرقة السادسة مشاة.

محمد أحمد الخضر
اللواء الركن محمد أحمد الخضر – قائد الفرقة السادسة مشاة

المدينة تحت السيطرة ومخاوف إنسانية متزايدة

مع اكتمال الانسحاب، تمكنت قوات تأسيس من دخول المدينة والسيطرة على مقر الفرقة السادسة والمناطق الحيوية المحيطة بها، من بينها منزل والي شمال دارفور ومباني حكومية استراتيجية.

وأفادت تقارير ميدانية أن مئات العائلات باتت عالقة داخل المدينة، في ظل انقطاع جزئي للاتصالات وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية، فيما يعيش السكان حالة من الخوف والترقب بشأن ما سيلي هذه التطورات.

ويرى مراقبون أن سيطرة قوات تأسيس على الفاشر تمثل تحولًا رمزيًا واستراتيجيًا في مسار الحرب الدائرة منذ أكثر من عام ونصف، إذ تُعد المدينة آخر معقل رئيسي للجيش السوداني في إقليم دارفور.

تساؤلات حول مستقبل التسوية السياسية

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العاصمة الأمريكية واشنطن حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا، وسط جهود لإحياء مسار المفاوضات بين الجيش وقوات تأسيس.

ويرى محللون أن الانسحاب المفاجئ من الفاشر قد يعيد رسم موازين القوى على الأرض، ويفرض واقعًا جديدًا على طاولة المفاوضات، ما قد يضعف الموقف التفاوضي للجيش السوداني ويزيد الضغط عليه داخليًا وخارجيًا.

وفي غياب إعلان رسمي من قيادة الجيش أو الحكومة السودانية حول تفاصيل ما جرى، تبقى الأسئلة مفتوحة حول طبيعة الاتفاق، والجهات التي رتبته، ومستقبل المدنيين الذين تُركوا في قلب مدينة قد تتحول إلى بؤرة جديدة للأزمة الإنسانية في دارفور.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى