التدخل القطري في الحياة السياسية وأثره على الإقتصاد والإجتماع بالصومال
تعاني الصومال من الصراعات الداخلية والحروب الأهلية وإنتشار الفوضى في مختلف المناطق ما أدى إلى زيادة الأزمات الإقتصادية وإستمرار التدهور الإقتصادي وتضخم حجم الديون الصومالية، وتزامن ذلك مع موجات الجفاف المتتابعة التي ضربت البلاد وأصابتها بخسائر بشرية وإقتصادية خطيرة؛ وغياب وسائل مواجهة الكوارث، كما فقد الإقتصاد الصومالي جزء كبيراً من موارده من عوائد الزراعة والثروة الحيوانية التي تشكل المصدر الرئيسي والأكبر للدخل الصومالي.
إضافةً إلى ما سبق فإن مؤشرات الجوع والتعليم والفقر والصحة تشهد إنخفاض مستمر من وقت لأخر، علاوة على ذلك تعاني الصومال من تدهور الأوضاع الأمنية بسبب الحركات الإرهابية التي تنتشر في أغلب بقاعها، وقيامها بعمليات إرهابية تؤدي إلى خسارة أعداد كبيرة من الأرواح البشرية وتدمير المؤسسات.
كما أن الحكومة أيضاً تعاني الضعف بشكل واضح حيث فتحت أبوبها على مصرعيها أمام النظام القطري، ومنحتها الفرص للتوغل وإعتلاء المناصب الإدارية والسياسية والعسكرية العليا في الدولة، ويتشكل التدخل القطري في المنح والمساعدات والوساطة القطرية الهادفة ظاهرياً لمساندة الشعب الصومالي، والتي أثبت بعد ذلك دعمها المباشر لحركة الشباب الإرهابية في الصومال، وتمويلها لها منذ بداية هذا العقد.
وفي فبراير 2017،م بعد إنتخاب محمد عبدالله فرماجو، رئيساً للصومال، وبعد إنقضاء أربعين شهراً من فترة حكم فرماجو، أصبح الصومال في حالة أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل توليه الرئاسة، وبعد تحالف فرماجو، مع قطر، يمكن ملاحظة الدور الذي تمارسه الدوحة على كل جوانب الحياة الصومالية، حيث تأثرت على سبيل المثال السياسية الخارجية للصومال بما يتناسب مع التوجه القطري، إلى جانب الدعم الحكومي تشهد مقديشيو حالة إغلاق بسبب التهديدات الإرهابية المتزايدة المدعومة من الدوحة، أكثر منها بسبب دواعي الحفاظ على الصحة العامة، لقد تدهورت الأوضاع الأمنية بشكل رهيب وإنهار الإقتصاد، في نفس الوقت الذي ينفرط فيه عقد الولايات الفيدرالية، جنباً إلى جنب مع تشتت في السياسة الخارجية، كما أصيبت المؤسسات الوطنية بالشلل.
بالإضافة إلى ما سبق القوات المسلحة الصومالية، التي كانت قد خطت قبل عام 2017م، خطوات على الطريق لتصبح قوة مختصة وواسعة النطاق ومهنية، للإضطلاع بدورها المسموح به قانوئا للدفاع عن الصومال شعباً ودولة وتكون حصناً ضد عمليات العنف وجرائم القتل، التي يقوم بها تنظيم الشباب، إلا أن القوات المسلحة تحولت حالياً إلى قوة شبه عسكرية تابعة للمخابرات تحت سيطرة من فهد ياسين، إقتصر دورها على مضايقة وترهيب المنافسين السياسيين والمعارضة ضد النظام، والتضيق على المجتمع المدني وممارساته، دون التركيز على حقوق الشعب الإقتصادية والإجتماعية.