الأخبار

الجيش السوداني يفتح خزائن البلاد على طاولة واشنطن

عرض بـ«معادن وسواحل البحر الأحمر» مقابل فك حصار الفاشر والتراجع عن الحكم المدني

واشنطن | برق السودان 

أفادت مصادر دبلوماسية أن وفداً من الجيش السوداني عرض على الإدارة الأمريكية منح امتيازات اقتصادية تتضمن حقوق استثمارية في معادن السودان وامتيازات على سواحل البحر الأحمر، بهدف الحصول على ضغط دولي — أميركي خصوصاً — لإجبار قوات تأسيس على فك حصار مدينة الفاشر والتنازل عن مطلب تسليم البلاد لحكم مدني.

تضمن العرض «حوافز اقتصادية وسياسية» مقابل تحرك أمريكي للضغط على قادة قوات تأسيس لرفع الحصار عن الفاشر

ماذا طُلب وما كان رد واشنطن؟

حسب ما نقلته تقارير دبلوماسية أولية، تضمن العرض «حوافز اقتصادية وسياسية» مقابل تحرك أمريكي للضغط على قادة قوات تأسيس لرفع الحصار عن الفاشر. وتشير المصادر إلى أن واشنطن رفضت العرض بشكل قاطع، مؤكدة أن أي ترتيبات اقتصادية أو أمنية ليست جزءاً من مسار التفاوض الحالي المتعلق بوقف إطلاق النار والوضع الإنساني.

الجيش يفقد ورقة موسكو بعد «صفقة البحر الأحمر» مع واشنطن

تؤكد مصادر دبلوماسية مطلعة أن الجيش السوداني فقد دعم موسكو تدريجياً بعد شروعه في مفاوضات موازية مع واشنطن، تضمنت ـ بحسب التسريبات ـ عرض امتيازات على سواحل البحر الأحمر ومعادن استراتيجية مقابل دعم سياسي أمريكي.

وتشير التقارير إلى أن الجيش «باع» موسكو عملياً حين أبدى استعداده لتجميد اتفاق القاعدة البحرية الروسية المقترحة في بورتسودان، وهو المشروع الذي كانت روسيا تعتبره أحد أهم موطئ أقدامها في إفريقيا. هذا التحول يمثل تخلياً واضحاً عن التحالف الروسي الذي دعم المؤسسة العسكرية خلال الحرب، في محاولة من القيادة العسكرية لكسب ثقة الغرب والضغط على قوات تأسيس عبر القنوات الأمريكية.

خلفية عسكرية وإنسانية: لماذا الفاشر؟

الفاشر — عاصمة شمال دارفور — تحت حصار مستمر منذ أشهر، وتكررت التقارير عن تدهور أمني وإنساني حاد في المدينة، ما جعل فك الحصار هدفاً مركزياً في تحركات الوفود العسكرية والسياسية خلال المفاوضات الأخيرة. الجيش أعلن في بيانات متكررة نيته شنّ عمليات لاستعادة خطوط الإمداد إلى المدينة وفك الطوق عنها.

النقطة المحورية في هذه التطورات أن العرض الأمريكي  يتقاطع مع مسألة سيادة الموارد الوطنية وحساسيات الاستعانة بقوة أجنبية مقابل منح امتيازات استراتيجية، في وقتٍ تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية والسياسية في السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى