الأخبارتقارير

السلطات السودانية تمنع سفر طلاب للمشاركة في مسابقة بالإمارات

 بورتسودان | تقرير | برق السودان
هل السياسة أكبر من أحلام الأطفال؟

بينما يعتبر السفر والمشاركة في المسابقات والفعاليات الدولية فرصة ثمينة للتعلم والتواصل مع ثقافات العالم.

في السودان وجد طلاب أنفسهم أمام جدار من الإحباط والصدمة. فالجهود التي قدمها هؤلاء الطلاب وتطلعاتهم لرفع اسم وطنهم عالياً في السماء، استطدمت بقرارات غير متوقعة تحول دون تحقيق هذه الأحلام.

في خطوة مفاجئة، قررت السلطات السودانية منع 13 طالباً من المغادرة إلى دولة الإمارات للمشاركة في مسابقة تحدى القراءة العربي، وذلك لأسباب سياسية لم تتضح بعد. هذا القرار جاء رغم استكمال كل الترتيبات المتعلقة بسفر الطلاب من قبل الجانب الإماراتي.

الطالبة لميس محمد أحمد البتول - بطلة تحدى القراءة العربي على مستوى السودان
الطالبة لميس محمد أحمد البتول – بطلة تحدى القراءة العربي على مستوى السودان
جهود الإمارات وتجهيزات الطلاب

كانت الجهات المختصة بالمسابقة في دولة الإمارات قد أكملت جميع الترتيبات لاستضافة الطلاب، حيث تم توفير تأشيرات الدخول وتذاكر السفر وحجز الفنادق وحتي أرقام غرف الإقامة. وكان من المقرر أن يغادر الطلاب السودان باتجاه الإمارات يوم الخميس الماضي للمشاركة في التصفيات المقرر إقامتها في 27 و28 أكتوبر الجاري.

تحدثت الطالبة لميس محمد أحمد البتول، التي حققت المرتبة الأولى على مستوى ولاية البحر الأحمر، عن إعدادات الطلاب وتجهيزاتهم استعداداً للمسابقة، وذكرت أنها مع 9 طلاب آخرين كانوا يمثلون العشرة الأوائل في المسابقة.

كل ما تعلمته من هذه التجربة أن القراءة لن تعلو بهذه الأمة بينما هي تفكر بهذه الطريقة ولن يعود لنا مجد إندثر

لميس محمد أحمد البتول

ردود الأفعال وتبعات القرار

عبّرت الطالبة لميس، عن استيائها الشديد من القرار المفاجئ، حيث قالت في فيديو نشره والدها عبر حسابه بمنصة فيسبوك: “كان مفروض نلاقي كل أبطال العرب وتكون في منافسات وبرنامج ترفيهي وحاجات كتيرة كانت بتحقق لينا أحلام لكن بسبب قرار غير مقنع دا كله اختفى”.

كما أضافت: “حصلت لينا مشاكل كتيرة تمنعنا من هذا السفر دون تبرير أو عذر يقدر يمنعنا من السفر”.

وطالبت لميس، السلطات السودانية بتوضيح أسباب القرار ومدى تأثيره على مستقبلهم التعليمي والثقافي.

في السياق نفسه، ذكرت البتول، عن بعض القصص المؤثرة للطلاب المشاركين، مثل قصة الطالبة رقية من ذوي الهمم والتي كان من المقرر تلقيها للعلاج في الإمارات، حيث تكفل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بكل تكاليف علاجها.

أبرزت لميس البتول، مدى أهمية هذه المسابقة وكيف كانت تحلم بالمشاركة فيها ولقاء أبطال العرب. وأوضحت أن كل شيء كان مجهزًا، وأكدت أن هذا القرار أثر بشكل كبير على الطلاب، حيث ذكرت حالات لبعض الطلاب مثل رقية التي كان من المفترض أن تتلقى علاجًا في الإمارات، وزهراء عبدالله، التي كانت قد قطعت مسافات طويلة من ولاية شرق دارفور وواجهت كمية من المعاناة من أجل الوصول إلى بورتسودان والحصول على جواز السفر ثم السفر للمشاركة في المسابقة.

وانتقدت لميس، القرار بشدة وأشارت إلى أنه ليس هناك سبب مقنع لمنع الطلاب من السفر، وأن الأمر لا يتعلق بموضوعات سياسية فهم فقط طلاب يريدون المشاركة في مسابقة علمية.

في ختامها، استدركت الطالبة قائلةً: “نحن أطفال نتحدي ونقرأ ونرفع رأية العلم، ده ما عنده دخل نهائي بالقرارات السياسية”.

الأحلام المعلقة: الرحلة التي لم تكتمل

هذه دعوة صادقة لفصل السياسة عن أحلام الأطفال وطموحاتهم العلمية والثقافية.

يظهر قرار منع الطلاب من المشاركة مدى تأثير القرارات السياسية على الأفراد وكيف يمكن أن تؤثر في حياة الناس بشكل غير مباشر، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالشباب الذين يسعون لتحقيق التميز والنجاح.

من الطبيعي أن يبحث الإنسان عن أسباب القرارات التي تؤثر في حياته بشكل مباشر. السؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يجعل قرارًا بهذه الأهمية يُتخذ بشكل مفاجئ دون تقديم توضيحات؟

هناك حاجة ملحة للتواصل مع الجهات المعنية، لطرح القضية بشكل رسمي، وللبحث عن حلول قد تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.

في النهاية، الحلول تكمن في الحوار المفتوح والتفاهم المتبادل. الصبر والتصميم هما المفتاحين الذين يمكنهما فتح أبواب الأمل والنجاح.

نأمل أن يجد هؤلاء الطلاب الدعم الذي يستحقونه، وأن تتحقق أحلامهم المعلقة بإذن الله تعالى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى