السودان يعود إلى دائرة الضوء الأمريكية.. واشنطن تضع الأزمة السودانية على رأس أولوياتها المقبلة
من الكونغو إلى السودان… تغيّر في خارطة التحرك الأمريكي

بورتسودان | برق السودان
في تطور لافت يكشف عن تحوّل في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه القارة الإفريقية، أعلن المبعوث الأمريكي الخاص لأفريقيا، مسعد بولس، أن الملف السوداني سيكون المحطة التالية في تركيز واشنطن الدبلوماسي بعد نجاحها في التوصل إلى اتفاق بين الكونغو ورواندا. التصريح جاء في إجابة علنية عن سؤال موجه لوزير الخارجية الأمريكي، ما يعطيه طابعًا رسميًا واستراتيجياً.
من الكونغو إلى السودان… تغيّر في خارطة التحرك الأمريكي
في ختام الجهود الدبلوماسية التي قادتها الولايات المتحدة بين جمهوريتي الكونغو الديمقراطية ورواندا، والتي أثمرت عن اتفاق يهدف إلى تهدئة التوترات الحدودية والمعارك حول إقليم كيفو، تحوّل تركيز الإدارة الأمريكية مباشرة نحو السودان.
المبعوث بولس أوضح أن الأزمة السودانية تمثل تهديداً إنسانيًا وأمنيًا متزايدًا في المنطقة، وأشار إلى أن واشنطن تنظر بقلق متزايد لتداعيات الحرب الممتدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لا سيما من ناحية تفكك الدولة وارتفاع أعداد النازحين والمجاعات في بعض الولايات.
وبحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، فإن الولايات المتحدة تدرس تحركات متعددة قد تشمل فرض عقوبات إضافية، أو دعم مسار سلام جديد يجمع الفرقاء السودانيين في إطار إقليمي شامل، بمشاركة دول الجوار ومنظمات دولية.
هل تعيد واشنطن ضبط توازن القوى في السودان؟
تصريحات بولس تأتي في وقتٍ تعيش فيه الدبلوماسية الدولية حالة من الفتور تجاه الأزمة السودانية، بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع. ورغم محاولات متفرقة من أطراف إقليمية مثل السعودية، تشاد، وجنوب السودان، إلا أن المسار التفاوضي لم يُحرز أي تقدم حقيقي، وسط تعنّت من الأطراف المتصارعة.
ويقرأ مراقبون تصريحات المبعوث الأمريكي على أنها تمهيد لتحرك أمريكي أكثر فاعلية، ربما يشمل مقاربة جديدة تقوم على الضغط السياسي والاقتصادي، بجانب تحريك أدوات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، خاصة بعد تقارير تؤكد استخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين.
في السياق ذاته، تحدثت تقارير صحفية عن تحركات أمريكية لكبح النفوذ الإيراني والروسي المتنامي في السودان، والذي أصبح يشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار في البحر الأحمر، والمصالح الغربية في القرن الإفريقي.
يبدو أن السودان، الذي ظل حبيسًا في زوايا النسيان الدبلوماسي لفترات طويلة، يعود الآن إلى واجهة الاهتمام الدولي، وبشكل خاص على أجندة الولايات المتحدة الأمريكية. فهل تستطيع واشنطن لعب دور فعّال في إنهاء الحرب المستمرة؟ أم أن حسابات النفوذ الإقليمي والدولي ستُفشل أي تحرك جديد؟
يبقى السؤال مفتوحًا، لكن الواضح أن السودان لن يكون خارج المشهد الأمريكي بعد اليوم.