الأخبار

الصراع القبلي على الحدود السودانية التشادية

برق السودان – متابعة

من الواضح أن الصراع المتجدد على الحدود السودانية مع تشاد له أبعاد أكبر من خلافات عادية بين القبائل في المنطقة، وأصبح دور مؤسسة “Promediation” الفرنسية الغير ربحية مثير للجدل في الأونة الأخيرة، لاسيما أن فرنسا لها تاريخ طويل من التدخل السافر في دول أفريقيا واستعمار أراضيها وإستعباد مواطنيها، وهذا لا يخفى على أحد.

تعرف هذه المنظمة الفرنسية نفسها على أنها منظمة غير ربحية تتكون من وسطاء محترفين وخبراء في مجال الوساطة والتفاوض، ويتم تمويلها من قبل أوروبا وخصوصًا من النرويج عضو الترويكا وفرنسا ومنظمات الأمم المتحدة، مما يسمح لهم بالعمل بحرية والحصول على دعم مالي غير محدود ودرع سياسي لتمرير أي خطة سياسية خلال عملها تحت ستار المهمات الخيرية.

تقوم هذه المنظمة بتمويل المسلحين والعصابات على حدود تشاد والسودان وتهدف الى إشعال المنطقة المتوترة منذ أعوام طويلة لتمرير مشروع سياسي خفي وخبيث، ولم تكن الإشتباكات الأخيرة وقت وصول الفريق أول محمد حمدان دقلو الى المنطقة محض صدفة، بل كان الوقت مختار بدقة وعناية.

يسعى الغرب بما فيهم فرنسا منذ سقوط البشير الى وضع المكون العسكري في الزاوية وإبعادهم عن المشهد السياسي بكافة الطرق، وهذا لأن التفاوض مع مكون مدني أكثر سهولة لتطبيق سياساتهم في المنطقة، ولنا في العراق وأفغانستان وحتى أفريقيا نفسها دلائل كثيرة وتاريخ يتحدث عن التدخل الغربي في شؤون الدول وسرقة مصادرها وخيراتها.

تسعى المنظمة الفرنسية الى زعزعة استقرار الحكومة في وقت يعتبر هو الأخطر في المرحلة الإنتقالية في السودان بعد سقوط نظام الإنقاذ، وسيؤدي هذا إلى خلق فجوات سياسية يمكن للولايات المتحدة وبريطانيا وبقية أوروبا اختراقها، وبنفس الوقت تعمل على تشويه سمعة الجيش في كل فرصة تتاح لهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى