المؤتمر الوطني يندد بضعف التعبئة ويطالب بإعادة التجنيد الإجباري
تحذيرات من استغلال الأطفال والمراهقين في حملات التعبئة الدينية والعسكرية
بورتسودان | برق السودان
في تطور يعكس تصاعد نفوذ التيار الإسلامي داخل المؤسسة العسكرية، دعا حزب المؤتمر الوطني المحلول إلى إعادة العمل بنظام التجنيد الإجباري، مبررًا ذلك بما وصفه بـ “ضعف التعبئة العامة” وتراجع الإقبال الشعبي على الانخراط في صفوف القوات المسلحة خلال الحرب الدائرة في السودان.
استخدام الشعارات الدينية لتبرير التجنيد قد يؤدي إلى تغذية النزعة العقائدية داخل الجيش
سيطرة الحركة الإسلامية على الإعلام الحربي ودوائر التعبئة
تشير تقارير ميدانية إلى أن قيادات من الحركة الإسلامية تولّت الإشراف على الإعلام الحربي ودوائر التعبئة داخل الجيش السوداني، بعد أن نجحت في إحكام نفوذها على مفاصل مؤسسات التوجيه المعنوي والإعلام العسكري.
وبحسب مصادر مطلعة، تعتمد هذه الدوائر خطابًا دينيًا وتحريضيًا يربط القتال بـ«الجهاد» و«الدفاع عن العقيدة»، في محاولة لاستنهاض الحماس الشعبي وسط فئات الشباب، خصوصًا في المناطق التي يضعف فيها التجنيد الطوعي.
وتضيف المصادر أن هذا الخطاب، الذي يقدَّم عبر القنوات الرسمية ووسائل التواصل الاجتماعي، يهدف إلى إعادة إحياء النموذج التعبوي الذي استخدمته الحركة الإسلامية في تسعينيات القرن الماضي خلال حرب الجنوب، ما يثير مخاوف من تكرار التجاوزات السابقة.
مخاوف من استغلال القُصَّر والزجّ بهم في الحرب
في ظل ضعف الرقابة وغياب مؤسسات الدولة المدنية، تتزايد التحذيرات من استغلال الأطفال والمراهقين في حملات التعبئة الدينية والعسكرية.
منظمات حقوقية حذرت من أن العودة إلى نظام التجنيد الإجباري في الظروف الحالية قد تفتح الباب أمام تجنيد قسري للفتيان في معسكرات تدريب غير رسمية، يديرها أفراد محسوبون على الحركة الإسلامية.
ويرى محللون أن استخدام الشعارات الدينية لتبرير التجنيد قد يؤدي إلى تغذية النزعة العقائدية داخل الجيش، ويعمّق الانقسام بين مكونات المؤسسة العسكرية والمجتمع، بدلًا من بناء جيش وطني موحد يخضع لسلطة مدنية شرعية.




