الأخبارتكنولوجيا

الولايات المتحدة توجه اتهامات لمواطنين سودانيين بسبب هجمات سيبرانية واسعة النطاق عبر “أنونيموس السودان”

دوافع مدفوعة بأيديولوجية قومية سودانية

بورتسودان | برق السودان 

وجهت هيئة محلفين اتحادية عليا في الولايات المتحدة اتهامات رسمية ضد اثنين من المواطنين السودانيين، لدورهما في الهجمات السيبرانية التي استهدفت مستشفيات ومنشآت حكومية وبنية تحتية حيوية في لوس أنجلوس ومناطق أخرى حول العالم.

يُتهم أحمد صلاح يوسف عمر (22 عامًا)، وعلاء صلاح يوسف عمر (27 عامًا)، بإدارة وتشغيل مجموعة “أنونيموس السودان”، وهي جماعة سيبرانية وصفتها وزارة العدل الامريكية بـ الإجرامية وقالت إنها نفذت عشرات الآلاف من هجمات الحرمان من الخدمة (DDoS) خلال الأشهر الماضية.

تفاصيل الاتهامات ونطاق الهجمات السيبرانية

كشفت لائحة الاتهام، التي صدرت في أكتوبر 2024، أن “أنونيموس السودان” شنت هجمات سيبرانية واسعة النطاق كانت تستهدف بشكل أساسي البنية التحتية الحيوية، مما أدى إلى تعطيل شبكات وخدمات مهمة تشمل مرافق الرعاية الصحية، ومؤسسات حكومية، ومنصات تقنية كبيرة مثل “مايكروسوفت” و”رايوت غيمز”.

ووفقًا لمكتب المدعي العام الأمريكي لمنطقة لوس أنجلوس، فإن الهجمات طالت مستشفيات تقدم الرعاية الطارئة للمرضى، مما يشكل خطرًا مباشرًا على حياة الأفراد.

المجموعة التي ظهرت لأول مرة في يناير 2023، كانت تُنفذ الهجمات مقابل مبالغ مالية متواضعة لا تتجاوز 600 دولار للهجوم الواحد، وغالبًا ما كانت دوافعها مدفوعة بأيديولوجية قومية سودانية. ومع ذلك، فإن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والخدمات العامة كانت جسيمة، حيث تم تعطيل الخدمات في العديد من المستشفيات والهيئات الحكومية، وأثرت على آلاف المستخدمين حول العالم.

استيلاء السلطات الأمريكية على أدوات الهجمات وإجراءات إضافية

تمكنت السلطات الأمريكية، بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، من الاستيلاء على أداة DDoS التي كانت تُستخدم في تنفيذ الهجمات، والتي كانت متاحة كخدمة لمجرمين آخرين عبر الإنترنت. وصرّحت ريبيكا داي، العميلة الخاصة المسؤولة في مكتب FBI، بأن الاستيلاء على هذه الأداة أدى إلى تعطيل منصة الهجوم الرئيسية التي تسببت في أضرار هائلة للبنية التحتية الحيوية عالميًا.

وأضاف المدعي العام الأمريكي، مارتن إسترادا، أن هذا الإجراء يمثل خطوة مهمة نحو تقويض قدرات المجموعة وتقليل تأثيراتها التخريبية. وأوضح أن “أنونيموس السودان” سعت إلى تحقيق أقصى درجة من الدمار والفوضى عبر تنفيذ عشرات الآلاف من الهجمات السيبرانية في فترة زمنية قصيرة، مستهدفة شبكات وخدمات تعتبر حيوية لأمن واستقرار المجتمعات.

الاعتقالات والمخاوف بشأن تسليم المشتبه بهم

تم اعتقال أحمد، وعلاء، في إحدى الدول التي لم يتم الكشف عن اسمها بعد، وما يزال من غير الواضح ما إذا كانت السلطات الأمريكية ستطلب تسليمهما لمحاكمتهما في الولايات المتحدة. وفي حال إدانة أحمد صلاح، فقد يواجه السجن مدى الحياة نظرًا لخطورة التهم الموجهة إليه، بينما قد تصل عقوبة علاء صلاح، إلى خمس سنوات.

يثير هذا التطور تساؤلات حول دور الجماعات السيبرانية المدفوعة بالأيديولوجيات القومية، وتحديات مكافحة الجرائم السيبرانية العابرة للحدود، فضلاً عن ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمكافحة التهديدات السيبرانية المتزايدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى