بعد مضي عامين على التوقيع سلام جوبا.. اتفاق في مهب الريح
الخرطوم | برق السودان
انقضي عامان على اتفاقية السلام لحاملي السلاح بعاصمة جنوب السودان جوبا، واليوم بعد مضي (٢٤) شهراً على مهر سلام جوبا بتوقيعات المتحاورين، جرت الكثير من المياه تحت جسر المشهد السياسي للبلاد، ومن المفارقات ان الفترة الانتقالية تعثرت، غير أن الاتفاقية مازالت سارية بموجب الضمانات الدولية والالتزامات. ورغم ذلك ظل الاتفاق مثل الوثيقة الدستورية محل جدل وتشريح، وبعد مرور عامين يتساءل السودانيون عن الاخفاقات والايجابيات التي طالت سلام جوبا، فضلاً عن استعراض المطالبات بمراجعة بنوده.
تحديات الاتفاق
واشار القيادي بالتوافق الوطني احمد موسى عمر الى مجابهة الاتفاق عدداً من التحديات على الارض او بسبب الظروف السياسية والاقتصادية بالبلاد، غير انه استحقاق سياسي مثل اي نشاط محفوف بالايجابيات والسلبيات.
وتابع موسى في تعليقه لـ (الانتباهة) على معرض الطرح وعدد مكاسب السلام الذي انجز على حد تعبيره، مثل ايقاف الحرب وتشريحه جزءاً مهماً من الازمة السودانية خاصة في ما يتعلق بمظالم الاقاليم المختلفة ووضع حلول.
غير ان محدثي اعتبر ان اهتمام الاتفاق بالاقاليم على حساب نواحٍ جغرافية اخرى تسبب في مواجهتها له لمعارضة الاتفاق، خاصة من مساري الشرق والشمال اللذين تبينا ان اتفاقية جوبا لم تهتم بقضاياهما مثلما اهتمت باشكاليات دارفور والمنطقتين التي اجتهد مفاوضوها في نيل اكبر قدر من المكاسب لصالح اقليميهما، وأضاف قائلاً: (حتى ملف القضايا القومية رغم تشريحه للازمة الكلية الا انه لم يمنح بقية الاقاليم حقوقاً عادلة، ويؤسس بهذا النهج لانفصال اجتماعي وسياسي).
وهناك مرتكز مهم ظل يشكل تساؤلات مهمة، وهو بند الترتيبات الامنية التي لم يتم انجازها حتى الآن. ويجيب القيادي بالتوافق احمد موسى عن هذه الزواية قائلاً: (يمكن قراءته بدمج حركات الكفاح المسلح، او بالامكان ان يتم تفسيره كاتفاق عسكري يؤسس لجيش مشترك بين الحكومة المركزية وحركات الكفاح المسلح)، غير ان موسى اعتبر ان ملف الترتيبات الامنية اغفل حقوق الاقاليم الاخرى، وان منهجيته لا يمكن ان تبني جيشاً قومياً، فالجيش القومي لا يمكن باي حال أن يأتي خالياً من كيفية مشاركة كل اقاليم السودان.
مصير السلام
وفي اكتوبر من عام 2020م شهدت عاصمة جنوب السودان جوبا مراسم توقيع اتفاق السلام بين الحكومة وحاملي السلاح في ساحة الحرية بحضور رؤساء كل من تشاد وجيبوتي والصومال، بجانب رئيسي وزراء مصر وإثيوبيا ووزير الطاقة الإماراتي والمبعوث الأميركي الخاص لدولتي السودان وجنوب السودان وممثلين لعدد من الدول الغربية حينها.
وبعد مرور عامين مازالت هنالك مخاوف من ان يلحق الاتفاق بمصير تجارب سابقة على غرار نيفاشا وابوجا والدوحة، وهو الأمر الذي خلق تحديات لسلام جوبا مرهونة باستقرار البلاد السياسي، فبعد هذه المدة من التوقيع اختلفت معادلة المشهد السياسي بانتهاء الشراكة بين المكونيين المدني والعسكري في اعقاب قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي ونشوب ازمة سياسية طاحنة تهدد مصير البلاد باكملها ناهيك عن اتفاقية السلام.
المصدر: صحيفة الإنتباهة
اقرأ ايضاً :