تحذير «عراب الذكاء الاصطناعي» من خروج التكنولوجيا عن السيطرة: هل ستطوّر الروبوتات لغة خاصة بها؟

تكنولوجيا | برق السودان

في تحذير مثير للقلق، عبّر البريطاني جيفري هينتون، المعروف بلقب «عراب الذكاء الاصطناعي»، عن مخاوفه من أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد تخرج عن السيطرة في المستقبل القريب. وتتمحور المخاوف حول احتمال تمكن روبوتات الدردشة من تطوير لغة خاصة بها لا يمكن للبشر فهمها، مما قد يعقد بشكل كبير قدرة الإنسان على متابعة ما يحدث داخل هذه الأنظمة الذكية.

هينتون وتوقعاته المستقبلية عن الذكاء الاصطناعي

يعتبر جيفري هينتون عالم نفس معرفي وعالم حاسوب متمرس، حائز على جائزة نوبل في الفيزياء، وله مساهمات بارزة في مجال الذكاء الاصطناعي. في تصريحاته الأخيرة، قال هينتون:
«لن أتفاجأ إذا طورت هذه الأنظمة لغتها الخاصة للتفكير، ولن يكون لدينا أي فكرة عما تفكر فيه». وأوضح أن الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد حالياً على اللغة الإنجليزية في تواصله مع البشر، سيصل إلى مرحلة متقدمة تتجاوز فيها الآلات قدرة الإنسان على فهم وتحليل أفكارها بشكل كامل.

وأضاف هينتون أن هذا التطور قد يؤدي إلى ظهور أنظمة ذكية تفوق القدرات الذهنية للبشر، مع أن البشر لا يملكون خبرة كافية في التعامل مع كائنات أذكى منهم. وصف هينتون هذا الحدث بأنه يشبه «ثورة صناعية جديدة، لكن هذه المرة في مجال الذكاء العقلي».

هلوسات روبوتات الدردشة ومخاوف موثوقية المعلومات

تأتي تحذيرات هينتون على خلفية تقارير متزايدة حول حالات «هلوسة» متكررة في روبوتات الدردشة الذكية. ففي إبريل/نيسان الماضي، كشفت اختبارات داخلية أجرتها شركة «OpenAI» عن مشكلات في بعض نماذج الذكاء الاصطناعي، مثل (o3 وo4-mini)، حيث بدأت هذه النماذج في توليد معلومات غير صحيحة بشكل متكرر، من دون وجود تفسير واضح لهذه الظاهرة.

وقد أثار هذا الأمر مخاوف واسعة النطاق حول مدى موثوقية المعلومات التي تنتجها تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإمكانية حدوث تأثيرات سلبية على المجتمعات في حال استمرار تطور هذه الأنظمة دون وجود ضوابط صارمة أو فهم عميق لكيفية عملها.