الخرطوم | برق السودان
دشن عدد من القيادات الإجتماعية والثقافية والإعلامية بالخرطوم أمس الخميس، 17 يونيو 2021م، مبادرة “شباب السودان والإمارات يد واحدة”، وهي مبادرة شعبية طوعية تهدف لتعزيز الثقافات وتبادل الخبرات بين الدولتين.
وإختارت المبادرة الأستاذ مصطفى أبو العزائم، رئيساً لمجلس الأمناء ومحمد محمد عثمان، رئيساً للمبادرة ومحجوب أبو القاسم مقرراً لها، وسيتم عقد مؤتمراً صحفياً لها فى الفترة القادمة لتوضيح برامجها.
ولم تكن العلاقة بين دولتي الإمارات العربية المتحدة و السودان، وليدة هذه المبادرة أو الأيام القليلة الماضية، أو عقب الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، بل بدأت منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي في مناخ صالح بدأها وأسس لها مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، “حكيم العرب”.
السودان كان من أوائل الدول التي أعلنت إعترافها بدولة الإمارات العربية المتحدة وذلك إبان إستقلالها من بريطانيا عام 1971م، حينها كان شكل الإستقلال من الإنجليز يأخذ شكل كونفيدرالي وبهذا الإتحاد وقتها إعترف السودان بها إيماناً منه أن هذه الوحدة قد تكون نواة لوحدة أكبر في المستقبل وهي الوحدة العربية التي كان يؤمن بها الرئيس السودانى الراحل جعفر نميري.
وتبلورت العلاقات بين الإمارات والسودان منذ أيام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله”، الذي كان يكن محبة للسودان.
وقام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بزيارته الرسمية الأولى للسودان في 29 فبراير 1972م، بعد حوالي شهرين ونصف من قيام الإتحاد الإماراتي، حيث زار فيها كافة ولايات السودان وأُستقبل إستقبالات رسمية وشعبية حاشدة.
كما كان الرئيس الراحل جعفر محمد نميري، أول رئيس دولة يزور الإمارات في 23 أبريل 1972م، وجاءت زيارات المسئولين المتبادلة والمتصلة، تعبيراً عن طموحات الإرتقاء لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.
وعلى الصعيد الإقتصادي بين البلدين فإن العلاقات “السودانية ـــ الإماراتية” دائماً ماكانت مميزة وأزلية منذ حقب طويلة، ولعبت الإمارات دوراً مقدراً في مشروعات التنمية في السودان من خلال الإستثمارات والمشروعات الكبيرة التي تبنتها.
وفور الإطاحة بنظام المخلوع عمر البشير، سارعت دولة الإمارات لتقديم المزيد من الدعم للسودان، حيث قدم رئيس الدولة سمو الشيخ خليفة بن زايد، مساعدات بالتواصل مع المجلس العسكري الإنتقالي بهدف مساعدة الشعب السوداني.
وعلى الجانب الإنساني، لم تتوقف الإمارات للحظة واحدة عن تقديم الدعم للسودان؛ لا سيما خلال جائحة كورونا التي إجتاحت العالم، إذ قدمت العديد من الدعم في المجال الطبي لمواجهة فيروس كورونا المستجد، إذ لم يكن هذا الأمر هو الوحيد الذي قدمته، بل وصلت من الإمارات للسودان، مساعدات مقدرة على مدى السنوات الماضية، خاصة المساعدات الإنسانية لدارفور.
الإمارات تكثف مساعداتها الإنسانية في مواجهة الفيضانات
وكثفت دولة الإمارات جهودها الإغاثية والإنسانية لمساعدة السودان في ظل الظروف الطارئة التي شهدها بسبب الفيضانات التي ضربت البلاد، وراح ضحيتها أكثر من مائة شخص، إلى جانب تضرر ما يفوق نصف مليون سوداني.
وتركت قوافل المساعدات الإنسانية التي سيرتها الإمارات إلى السودان أثراً طيباً على حياة مئات الآلاف من السكان المحليين، وأسهمت في التخفيف من معاناتهم اليومية، خاصةً بعد أن جرفت السيول قسماً كبيراً من منازلهم.
السودان، ولطبيعة العلاقة الأخوية القوية التي تربطه بالإمارات، كان ولا يزال له في قلب الإمارات وقيادتها مكانة متفردة، جعلت من الوقوف معه في كل الأوقات واجباً أخوياً ووطنياً، ومسؤولية تاريخية إلتزمتها الإمارات على الدوام، وترجمتها بنقلات نوعية في الدعم المتواصل.
العالم في قلب الإمارات
أحدثت الإمارات فارقاً كبيراً، عربياً وعالمياً بما إنتهجته من دعم نوعي متواصل لتعزيز عوامل الإستقرار والأمن والإزدهار في الدول، ملتزمة من خلال ذلك، شتى أشكال التمكين السياسي والإقتصادي والإنساني للشعوب العربية والعالمية، في الظروف كافة، إذ لم تتوانَ، لا في السراء ولا في الضراء، عن مد يد العون للكل، لرفع وطأة المحن والأزمات عن كاهلهم، ليتجاوز دعمها المساعدات الإنسانية المباشرة، إلى المشروعات التنموية التي تترك آثاراً إيجابية طويلة المدى على مستقبل وإزدهار المنطقة بأسرها.