الأخبار

تصاعد القتال في الفاشر وسط تقدم قوات تأسيس ومبادرات دولية لتوصيل المساعدات

تقدم قوات تأسيس والضغوط على الجيش

الفاشر | برق السودان

تشهد مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، تصاعدًا خطيرًا في وتيرة القتال بين قوات تأسيس والقوات المسلحة السودانية، في ظل حصار خانق طال أمده، وأزمات إنسانية متفاقمة، ومبادرات دولية جديدة تسعى إلى فتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات.

تقدم قوات تأسيس والضغوط على الجيش

تواصل قوات قوات تأسيس ضغطها على محاور مختلفة من مدينة الفاشر، حيث أفادت تقارير ميدانية بتحركات عسكرية مكثفة حول أحياء استراتيجية ومخيمات النازحين، أبرزها مخيم أبو شوك.

ورغم إعلان الجيش السوداني أنه تمكن من صد بعض الهجمات وألحق خسائر بشرية ومادية بالمهاجمين، إلا أن مراقبين يرون أن قوات تأسيس يحقق اختراقات تدريجية تزيد من عزلة المدينة وتضيّق الخناق على القوات الحكومية داخلها.

الحصار المستمر أدى إلى قطع طرق الإمداد، وإلى تدمير واسع للبنى التحتية، بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء والمستشفيات، مما جعل المدنيين يعيشون ظروفًا قاسية وغير مسبوقة.

الوضع الإنساني وتحذيرات المنظمات

على الصعيد الإنساني، أكد متحدثون باسم قوات تأسيس أن المساعدات الإنسانية تصل إلى المدنيين في الفاشر، في محاولة للتأكيد على أنهم لا يستهدفون الأهالي.
لكن منظمات إغاثة محلية ودولية حذّرت من كارثة إنسانية وشيكة، مشيرةً إلى نقص حاد في الأدوية والغذاء والمياه، وتسجيل حالات وفاة بسبب سوء التغذية والحرمان من العلاج.

التقارير الميدانية تتحدث عن آلاف النازحين الجدد، وعن توفير قوات تأسيس مسارات آمنة للقوافل الإنسانية لتسهيل دخولها إلى المدينة، إذ تحتاج إلى ضمانات أمنية من جميع الأطراف، وسط استمرار القتال.

مبادرة أمريكية – عربية لتوصيل المساعدات 

في خضم هذه الأوضاع، برزت مبادرة أمريكية بالتعاون مع السعودية والإمارات ومصر، تهدف إلى تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية وفرض هدنة إنسانية تستمر ثلاثة أشهر، على أن تعقبها ترتيبات انتقالية أوسع.

ورغم الترحيب الدولي بالمبادرة، فإن الحكومة السودانية أبدت تحفظات على بعض بنودها، خاصة ما يتعلق بالدور المدني في الإشراف على المرحلة الانتقالية.

في المقابل، أشارت تقارير دبلوماسية إلى أن هناك مفاوضات جارية مع قيادة تحالف تأسيس بشأن آليات كسر الحصار عن الفاشر، ما قد يفتح الباب أمام إدخال المساعدات بشكل منظم خلال الأيام المقبلة، إذا ما توصلت الأطراف إلى اتفاق.

بهذا، تبدو الفاشر اليوم في قلب أزمة مركبة: صراع عسكري متصاعد، معاناة إنسانية خانقة، وضغوط إقليمية ودولية تبحث عن مخرج لإنقاذ المدنيين العالقين في دائرة الحرب في ظل تعنت الجيش السوداني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى