تصعيد خطير في الفاشر: قصف مدفعي عنيف يوقع عشرات القتلى والجرحى
الفاشر | برق السودان
شهدت مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، غرب السودان، تصعيدًا عسكريًا خطيرًا يوم الثلاثاء، حيث شنت قوات الدعم السريع قصفًا مدفعيًا عنيفًا على مناطق متعددة في المدينة، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بين المدنيين. يأتي هذا التصعيد في ظل تجدد المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية ونزوح أعداد كبيرة من السكان المحليين.
استهداف المدنيين والبنية التحتية
وفقًا لمصادر محلية وناشطين على الأرض، تعرضت الأحياء الجنوبية والشرقية من الفاشر لقصف مكثف باستخدام راجمات الصواريخ، حيث أطلقت قوات الدعم السريع أكثر من 50 صاروخًا باتجاه المناطق السكنية. هذا القصف لم يقتصر على المنازل فحسب، بل طال أيضًا المستشفيات ودور إيواء النازحين التي تستضيف أعدادًا كبيرة من المدنيين الفارين من الصراع. وأكدت لجان المقاومة في الفاشر أن الهجمات تسببت في تدمير واسع النطاق وسقوط العديد من الضحايا، مشيرة إلى أن الوضع في المدينة بات كارثيًا مع استمرار القصف وعدم وجود أي مؤشرات على توقفه.
توسع القتال واقتراب المعارك من قاعدة “الفرقة السادسة مشاة”
في سياق متصل، نشرت منصات إعلامية تابعة لقوات الدعم السريع مقاطع فيديو تظهر تقدم قواتها في الأحياء السكنية المحيطة بمدينة الفاشر، وتحديدًا بالقرب من قاعدة “الفرقة السادسة مشاة” التابعة للجيش السوداني. هذا التقدم الميداني يأتي في إطار محاولات السيطرة على مواقع استراتيجية في المدينة، وسط غياب أي إشارات واضحة إلى وقف لإطلاق النار أو تهدئة الأوضاع.
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد العسكري بين الطرفين يعزز حالة الفوضى والعنف في المنطقة، حيث لم تنجح حتى الآن أي محاولات للتهدئة أو التوصل إلى حلول سياسية. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الوضع المتفاقم إلى زيادة أعداد النازحين الفارين من المناطق المتضررة، في ظل تدهور الظروف الإنسانية ونقص الدعم الدولي اللازم.
تفاقم الأزمة الإنسانية في الفاشر
تواجه مدينة الفاشر أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة القتال المستمر، حيث تعاني المدينة من نقص حاد في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، في وقت يصعب فيه وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررًا. وتعمل المنظمات الإنسانية المحلية والدولية في ظروف صعبة للغاية، حيث تحول الاشتباكات والقصف المستمر دون الوصول إلى المدنيين المحتاجين للمساعدة.
إضافة إلى ذلك، تسبب النزوح الجماعي في تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث يضطر الآلاف إلى مغادرة منازلهم بحثًا عن الأمان في مناطق أخرى أكثر استقرارًا، إلا أن العديد منهم يجدون أنفسهم عالقين في مناطق تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية للحياة.
تصاعد التوترات في ظل غياب التسوية السلمية
يرى المحللون أن الصراع في السودان لا يزال بعيدًا عن الحل، خاصة في ظل غياب الإرادة السياسية للتوصل إلى تسوية سلمية بين الأطراف المتحاربة. وبالرغم من الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى تهدئة الأوضاع، إلا أن التصعيد المستمر على الأرض يشير إلى أن البلاد مقبلة على المزيد من العنف والفوضى.
ويزيد هذا التصعيد من تعقيد الأوضاع في دارفور، حيث تتزايد المخاوف من حدوث كارثة إنسانية واسعة النطاق في حال استمر القتال وتواصل استهداف المدنيين والبنية التحتية. من المتوقع أن يؤدي استمرار هذه المعارك إلى مزيد من النزوح والمعاناة، وسط حاجة ماسة إلى تدخل دولي عاجل لوقف العنف وتقديم المساعدات اللازمة للسكان المتضررين.