سفير المغرب في السودان: مسيرة الملك محمد السادس تجسد نهضة متكاملة وسيادة حكيمة
البعد الإفريقي والدولي للدبلوماسية الملكية

بورتسودان | برق السودان – متابعات
في حوار خاص بمناسبة عيد العرش المجيد.. السفير محمد ماء العينين، يستعرض إنجازات المملكة المغربية في عهد جلالة الملك محمد السادس ويؤكد على عمق العلاقات المغربية السودانية
تحتفل المملكة المغربية هذه الأيام بالذكرى السادسة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على عرش أسلافه الميامين. وبهذه المناسبة الوطنية المجيدة، أجرينا حواراً شاملاً مع سفير المملكة المغربية لدى السودان، الدكتور محمد ماء العينين، الذي استعرض من خلاله أبرز ملامح التحول الذي عرفته المملكة على مدى ربع قرن من حكم جلالته، مستعرضًا المكاسب السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية، ومكانة المغرب إقليمياً ودولياً، إضافة إلى عمق العلاقات المغربية-السودانية.
تحولات نوعية ورؤية تنموية شاملة
في مستهل حديثه، أكد سعادة السفير أن المملكة المغربية حققت خلال 26 سنة من حكم جلالة الملك محمد السادس، قفزات نوعية بفضل توظيفها لمقومات نادرة ونهج إصلاحي شامل. وقال:
“لقد رسخ جلالة الملك الهوية المغربية بتنوع روافدها الثقافية والدينية واللغوية، معتمداً على نهج براغماتي ومعتدل مكّن المغرب من التموقع كدولة صاعدة، سواء إقليمياً أو دولياً، بفضل سياسة محكمة تربط المسؤولية بالمحاسبة وتستند إلى نموذج تنموي فريد.”
رؤية اجتماعية وإنسانية متجذرة
وحول تعاطي جلالة الملك مع القضايا الاجتماعية، أوضح السفير أن الإعلان عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في عام 2005 شكل نقطة تحول مركزية في معالجة الفوارق الطبقية والمجالية، كما شهد المغرب تعزيزاً لمنظومة حقوق الإنسان، وتحديثًا تدريجيًا لمدونة الأسرة، مشيراً إلى أن:
“جلالة الملك اختار مقاربة قائمة على المصالحة وتكريس روح المواطنة، كما جسد دستور 2011 ذلك من خلال دسترة المؤسسات الحقوقية وتثبيت المرجعية الحقوقية.”
إصلاح ديني متفرد بقيادة أمير المؤمنين
وعن إصلاح الحقل الديني، شدّد السفير على أن المغرب يتميز بتجربة دينية رائدة على مستوى العالم الإسلامي، حيث قال:
“من خلال مؤسسة إمارة المؤمنين، قاد جلالة الملك إصلاحاً متدرجاً للحقل الديني، أبرزه تأسيس معهد محمد السادس لتكوين الأئمة، ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، والمعهد العالي للقراءات القرآنية، وكلها مؤسسات تعزز الوحدة المذهبية والانفتاح الروحي.”
نمو اقتصادي وهيكلة مائية شاملة
وعن الاقتصاد، أكد السفير أن المغرب نجح في تنويع اقتصاده وتعزيز الاستثمار الأجنبي، وصرّح:
“بفضل الرؤية الملكية، أصبح المغرب منصة صناعية وتكنولوجية واعدة، كما أن السياسة المائية شكّلت محورًا مهمًا في الخطب الملكية، ما تجسد في إطلاق مشاريع السدود والربط المائي بين الأحواض، ضمن خطة 2020-2027 لتأمين الأمن المائي والغذائي.”
الأقاليم الجنوبية: نموذج تنموي متكامل
وفي ما يتعلق بتنمية الأقاليم الجنوبية، أكد السفير أن جلالة الملك أعطى منذ اعتلائه العرش دفعة قوية لهذه المناطق عبر مشاريع ضخمة في البنية التحتية والاقتصاد الجهوي، وأضاف:
“الرؤية الملكية في هذه الأقاليم ترتكز على الجهوية الموسعة وتمكين السكان المحليين من تدبير شؤونهم، في إطار يحترم التنوع الثقافي ويعزز الانتماء الوطني.”
البعد الإفريقي والدولي للدبلوماسية الملكية
حول السياسة الخارجية المغربية، شدد السفير على أن المغرب أصبح فاعلاً محورياً في القارة الإفريقية بفضل السياسة الملكية التي وصفها بـ”الملتزمة والمتزنة”، مشيراً إلى:
“المبادرة الملكية الأطلسية لربط دول الساحل بالمحيط تعكس الرؤية التنموية لجلالته، أما على الصعيد الدولي، فقد برز المغرب بفضل احتضانه لقمم بيئية وحقوقية هامة، مثل مؤتمر المناخ كوب 22، ومؤتمر الهجرة الدولي 2018.”
قضية الصحراء المغربية: انتصارات دبلوماسية كبرى
في الشأن المتعلق بالصحراء المغربية، أبرز السفير أن الزخم الدولي الداعم لمقترح الحكم الذاتي يعكس نجاح الدبلوماسية الملكية، حيث قال:
“أكثر من 123 دولة تدعم مغربية الصحراء وتعتبر الحكم الذاتي الحل الوحيد للنزاع، وذلك بفضل جهود جلالة الملك محمد السادس المستمرة في هذا الملف، والربط الذكي بين التنمية والدبلوماسية.”
العلاقات المغربية السودانية: أخوة متجددة
وفي ختام الحوار، تحدث السفير ماء العينين عن العلاقات المغربية السودانية قائلاً:
“نحرص في المغرب على تطوير العلاقات مع السودان الشقيق، وقد كان لقائي الأخير مع دولة رئيس الوزراء كامل إدريس مناسبة لتجديد التزامنا بدعم السودان، والتأكيد على أن حل الأزمة السودانية ينبغي أن يكون سودانياً – سودانياً، بما يصون وحدة البلاد وسيادتها.”
وختم السفير تصريحه بدعاء للمغرب والسودان:
“نسأل الله أن يحفظ جلالة الملك محمد السادس بما حفظ به الذكر الحكيم، وأن يحقق للشعب السوداني الشقيق الأمن والاستقرار.”
ختامًا
تجسد الذكرى السادسة والعشرون لعيد العرش المجيد لحظة وطنية يلتف فيها المغاربة، داخل المملكة وخارجها، حول قائدهم الملهم، مجددين الولاء والوفاء لمسيرة تنموية متواصلة، شعارها: التنمية، الوحدة، والكرامة.