عدو الكُتَّاب في العالم العربي: القرصنة أم الكتاب الرقمي أم وسائل التواصل الاجتماعي؟
الخرطوم | برق السودان
أطلق عدد من الكتاب والناشرين والباحثين والإعلاميين العرب تحذيراً شديدا من اتساع نطاق عمليات القرصنة للكتب والنصوص والوثائق الورقية والإلكترونية العربية.
وجاء ذلك بعيد المشاركة في مؤتمر بروكسيل، الذي انعقد لمدة يومين، برعاية المعهد الأوروبي للدراسات الإبستمولوجية، للبحث في أزمة النشر في العالم العربي واعتبر أن القرصنة “جريمة نهب خطيرة تصيب حركة النشر بأضرار قاتلة، وسرقة سافرة لجهود المؤلف وحقوق الناشر وتنطوي على ضرر استراتيجي للقارئ الذي يستفيد مجانا من كتاب مقرصن”.
المؤتمرـ الذي تابعت بي بي سي مداولاته، قال في بيان صادر عنه إن ذلك يلحق بالقارئ العربي :”ضرراً استراتيجياً جراء إضعاف حركة التأليف والنشر وبالتالي إنتاج المعارف ونقلها وتداولها وتفعيل اقتصادها”.
ودعا المؤتمر “جمهور القراء في عموم العالم العربي إلى الامتناع عن تداول الاعمال المقرصنة واعتبارها غير قانونية وقد تلحق ضررا معرفياً خطيرا بهم”.
المؤتمر أرجع سبب هذا التحذير إلى أن الكتب المقرصنة :”قد تتعرض للتحوير والحذف والإضافة ولا شيء يضمن سلامتها ومطابقتها للأصل” وذلك بما يجعلها “تشبه أعمال التهريب والغش والتزوير وبالتالي ليست جديرة بالثقة”.
وناشد المجتمعون وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والجهات كلها والمؤسسات المعنية بتداول الكتب والنصوص بـ “مقاطعة الاعمال المقرصنة والتشهير بأصحابها عبر تنظيم لوائح سوداء بأسمائهم وعناوينهم والمطالبة بمحاكمتهم ونشر الأحكام الصادرة بحقهم كما تنشر الأحكام الصادرة بحق سائر المجرمين”.
أبعد من ذلك طالب الكتاب والناشرون الذين خاضوا نقاشات موسعة حول هذا الأمر إلى تدخل الجامعة العربية والبلدان المنضوية في عضويتها بهدف :”وضع أسماء المقرصنين والجهات المعنية بالقرصنة على المطارات ومنع دخولهم إلى البلد المعني كما تمنع سائر المجرمين”.
وحتى يصبح الأمر قانونياً ويدخل حيز التنفيذ بسرعة فإنه ينبغي من وجهة نظر المؤتمر “إصدار قوانين تكافح هذه الآفة وتحول دون انتشارها، وتضمن تقديم المقرصنين للعدالة، وتحريم التعامل الادبي و التجاري معهم”.
وفي تعليقه، بناء على طلب من بي بي سي نيوز عربي، على نتائج مؤتمر بروكسل في ظل أزمة وفوضى النشر في العالم العربي يقول الأكاديمي في جامعة ليون الفرنسية يحيى بلحسن :”سنحاول إيصال قرارات المؤتمر إلى المعنيين بالأمر ” لكن الأمر سيظل في رأي بلحسن “بيد الناشرين وبمقدار تعاونهم لنفيد تلك التوصيات”.
اقرأ ايضاً :