غموض يحيط بمغادرة الفريق أول شمس الدين الكباشي من بورتسودان!

بورتسودان | برق السودان – خاص
في خطوة أثارت تساؤلات واسعة، أفادت مصادر إعلامية بأن الفريق أول شمس الدين الكباشي، نائب القائد العام للقوات المسلحة وعضو مجلس السيادة، قد غادر مقر إقامته في مدينة بورتسودان، العاصمة المؤقتة للسودان، دون إعلان رسمي يوضح أسباب هذه المغادرة.
بحسب “وسائل إعلام محلية ”، قام الكباشي بإخلاء مقر إقامته، إلا أن دوافع هذا القرار لا تزال غير واضحة، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد. ولم تصدر حتى اللحظة أي بيانات رسمية من القوات المسلحة أو مجلس السيادة تؤكد أو تنفي هذه الأنباء، مما يضيف مزيدًا من الغموض حول دوافع وخلفيات هذه الخطوة.
التكهنات حول مغادرة الكباشي.. تحركات عسكرية أم اعتبارات سياسية؟
غياب التصريحات الرسمية لم يمنع المحللين والمتابعين من طرح عدة سيناريوهات حول الأسباب المحتملة لمغادرة الكباشي، والتي تتراوح بين إعادة توزيع الأدوار داخل القيادة العسكرية، واعتبارات أمنية تتعلق بالأوضاع في بورتسودان، وصولًا إلى احتمالات وجود خلافات داخل المؤسسة العسكرية نفسها.
مصادر مقربة من المشهد السياسي والعسكري لم تستبعد أن تكون مغادرة الكباشي، جزءًا من ترتيبات عسكرية جديدة داخل القيادة العامة للقوات المسلحة، خاصة مع استمرار التحديات التي تواجه الجيش في حربه ضد قوات الدعم السريع.
من جهة أخرى، هناك فرضيات تشير إلى أن مغادرته قد تكون مرتبطة بتغيرات في مواقف بعض القيادات العسكرية تجاه المسار السياسي والمفاوضات الجارية لحل الأزمة السودانية، خاصة مع استمرار الضغوط الدولية والإقليمية على الأطراف المتحاربة للتوصل إلى تسوية سلمية.
انعكاسات محتملة على توازن القوى داخل الجيش
في ظل عدم وجود إعلان رسمي، تطرح مغادرة الكباشي تساؤلات حول التوازنات داخل المؤسسة العسكرية، لا سيما أنه يعتبر أحد أبرز القيادات التي لها تأثير مباشر على قرارات الجيش.
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد السودان اضطرابات مستمرة، حيث تتصاعد العمليات العسكرية في عدة مناطق، وتستمر محاولات بعض القوى الدولية والإقليمية لدفع الأطراف المتنازعة نحو حلول سياسية تقلل من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
الجدير بالذكر أن بورتسودان أصبحت خلال الأشهر الماضية المركز الإداري والعسكري الأساسي للحكومة السودانية المؤقتة، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم وأجزاء واسعة من البلاد. وبالنظر إلى أهمية موقع الكباشي في منظومة القيادة العسكرية، فإن أي تغييرات تتعلق به قد يكون لها تأثيرات بعيدة المدى على مستقبل الصراع في السودان.
يبقى الغموض سيد الموقف في ظل غياب أي تأكيد رسمي بشأن مغادرة الفريق أول شمس الدين الكباشي لمقر إقامته في بورتسودان، مما يفتح الباب أمام تكهنات متعددة حول تداعيات هذا القرار. في انتظار أي تصريحات رسمية توضح خلفيات هذه الخطوة، يظل الوضع في السودان مفتوحًا على تطورات قد تعيد رسم ملامح المشهد العسكري والسياسي في المرحلة المقبلة.