الأخبار

فرنسا تؤكد دعمها لمغربية الصحراء وتعزز شراكتها مع المغرب في الأقاليم الجنوبية

زيارة رسمية لتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الاستراتيجي

الرباط | برق السودان – خاص

جدّد جيرارد لارشير، رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، موقف بلاده الداعم لمغربية الصحراء، مشيدًا بمبادرة الأطلسي الملكية التي وصفها بأنها ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة. جاء ذلك خلال زيارته الرسمية للمغرب، التي استهلّها بلقاء مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، الإثنين في العاصمة الرباط.

وأكد لارشير، أن العلاقات بين البلدين، التي مرت بفترات صعبة، تعود اليوم، إلى مسارها الطبيعي بفضل إرادة القادة في الجانبين، بالإضافة إلى دور الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز التعاون وفتح قنوات جديدة للتفاهم المشترك.

وأشار إلى أن هذه المرحلة الجديدة من العلاقات تأتي بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى المملكة المغربية، وهي زيارة وصفها بالمحورية في إعادة تأكيد الروابط التاريخية بين البلدين، والتي تمتد منذ عهد الملك محمد الخامس والرئيس الفرنسي شارل ديغول.

بوريطة-جيرارد-لارشير1
فرنسا تؤكد موقفها الثابت من ملف الصحراء المغربية

الأقاليم الجنوبية محور التعاون الجديد بين باريس والرباط

خلال لقائه مع بوريطة، أكد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي أن هناك توجهًا نحو تعزيز الشراكة المغربية الفرنسية في مجالات جديدة، خاصةً عبر “الواجهة الأطلسية الجنوبية”، التي وصفها بأنها عنصر استراتيجي للاستقرار في القارة الإفريقية والعالم.

وفي هذا السياق، من المقرر أن يقوم لارشير، بزيارة إلى مدينة العيون، كبرى مدن الأقاليم الجنوبية المغربية، حيث سيعقد سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين المحليين، من بينهم:

• عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء

• مولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس المجلس الجماعي للعيون

• سيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس الجهة

وستشمل الزيارة أيضًا جولة ميدانية في عدة مشاريع اجتماعية واقتصادية كبرى، تعكس مدى اهتمام باريس بتطوير البنية التحتية والتنمية الاقتصادية في الأقاليم الجنوبية المغربية. وتعد هذه الزيارة إشارة واضحة إلى اهتمام فرنسا بتعزيز التعاون مع المغرب في مجالات متعددة، خاصةً في سياق التنمية المحلية والتخطيط الإقليمي.

بوريطة-جيرارد-لارشير2
تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي بين المغرب وفرنسا

تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين

إلى جانب التعاون السياسي والاقتصادي، تسعى فرنسا إلى تعميق الروابط الثقافية والتعليمية مع المغرب، وخاصة في الأقاليم الجنوبية. وفي خطوة رمزية تعكس هذا التوجه، سيقوم جيرارد لارشير، بوضع حجر الأساس للمدرسة الفرنسية الجديدة في مدينة العيون.

كما سيزور مقر الرابطة الثقافية الفرنسية، حيث سيطلع على الجهود المبذولة لتعزيز الفرنكوفونية في المنطقة، ودعم المبادرات التعليمية والثقافية بين المغرب وفرنسا.

وأكد لارشير، أن التعليم والثقافة يشكلان أحد أهم مجالات التعاون الثنائي، مشيرًا إلى أن اللغة الفرنسية تظل جسرًا حضاريًا يربط بين البلدين، خاصة في سياق العلاقات التاريخية والاقتصادية والثقافية التي تجمعهما.

فرنسا تؤكد موقفها الثابت من ملف الصحراء المغربية

خلال حديثه حول قضية الصحراء، شدد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي على أن موقف فرنسا من القضية ليس موقفًا متغيرًا مرتبطًا بالحكومات، بل هو موقف ثابت للجمهورية الفرنسية. وذكر أن دعم فرنسا لمخطط الحكم الذاتي المغربي بدأ في عام 2007، وهو ما يعكس التزام باريس بحل سياسي يضمن سيادة المغرب واستقرار المنطقة.

كما أشار إلى أن هناك آفاقًا واسعة لتعزيز التعاون البرلماني بين البلدين، خاصة في الإطار الفرانكفوني، ما يسهم في توثيق العلاقات الثنائية على عدة مستويات.

وفي ختام حديثه، أكد لارشير، أن التوجه الفرنسي الحالي يتماشى تمامًا مع تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون، خلال زيارته الأخيرة للمغرب، حيث أكد أن الصحراء المغربية لن يكون لها مستقبل أو حاضر إلا تحت السيادة المغربية.

وتشكل هذه التصريحات، إلى جانب الزيارة الرسمية للعيون، إشارة قوية إلى موقف فرنسا الحاسم في دعم المغرب على الصعيدين السياسي والتنمية الإقليمية، وهو ما قد يكون مؤشرًا على مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين في السنوات القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى