الأخبارتقارير

فريق أمني مصري سيزور الخرطوم لدعم البرهان

الخرطوم | برق السودان – خاص

علمت “برق السودان” أن فريقاً استشارياً مصرياً سيتواجد يوم الأحد المقبل، في العاصمة السودانية الخرطوم، بهدف تقديم المشورة إلى رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في التعامل مع الملفات السياسية الداخلية الحرجة في الوقت الحالي.

وأكدت مصادر دبلوماسية سودانية عليمة في القاهرة أن مصر تستشعر في الوقت الراهن خطورة الوضع عند حدودها الجنوبية، من ناحية السودان، وهو “ما جعل الاهتمام بملف الأزمة السياسية في السودان، يتصدر قائمة اهتمامات صانع القرار المصري”. ولم تتمكن “برق السودان” من الوصول إلى مصدر في مجلس السيادة أو قيادة الجيش السوداني للتعليق على تلك المعلومات.

محمد عثمان الميرغني
محمد عثمان الميرغني – رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي

لكن المصادر الدبلوماسية السودانية، التي تحدثت لـ”برق السودان ”، كشفت أن “وفداً أمنياً من جهاز المخابرات العامة، الذي يدير ترتيبات القاهرة في الملف السوداني، سيتواجد في الخرطوم بشكل شبه دائم في الفترة الراهنة، إلى جوار البرهان، من أجل تقديم العون والمشورة له بشأن ترتيبات المرحلة الحالية، سواء على المستوى السياسي أو العسكري، المتعلق بالترتيبات الخاصة بحفظ دعائم المؤسسة العسكرية في السودان والحفاظ على تماسكها، من منطلق الموقف المصري الداعم للجيوش النظامية، واعتبارها الضمان الحقيقي للحفاظ على تماسك الدولة التي تعاني من أزمات سياسية”.

وفد “الاتحادي الديمقراطي” يزور القاهرة

يأتي هذا في الوقت الذي توجّه فيه الأسبوع الماضي وفد رفيع المستوى من قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي برئاسة إبن رئيس الحزب إلى القاهرة، بدعوة من الحكومة المصرية.

ووفقاً لجدول الزيارة، إلتقي الوفد المسؤولين في الحكومة المصرية والأزهر وبعض المراكز البحثية وقيادات فرعية في الحزب، إضافة إلى لقاء مع رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، والمسؤولين عن الملف السوداني في جهاز المخابرات العامة.

دبلوماسي مصري سابق، وخبير في الشؤون الأفريقية قال إن “الحزب الاتحادي الديمقراطي، يعاني من حالة عدم اتزان، ولذا فهو يراهن على دعم الدولة المصرية له، وذلك على الرغم من أن الأخيرة، وعبر آلياتها العسكرية والمخابراتية، أسقطت ثلاث حكومات حزبية أعوام 1958 و1969 و1989”.

عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي خلال إستقباله بمكتبه أبناء مولانا محمد عثمان الميرغني "عبدالله المحجوب، ومحمد محمد، وجعفر الصادق"
عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي خلال إستقباله بمكتبه أبناء مولانا محمد عثمان الميرغني “عبدالله المحجوب، ومحمد محمد، وجعفر الصادق

وأوضح المصدر أن “قيادة الحزب الاتحادي الديمقراطي، تحاول إقناع القاهرة بالسماح لهم بإكمال المرحلة الانتقالية، بعد فشل انقلاب البرهان”.

ووفقاً للمصادر السودانية في القاهرة، فإن المسؤولين في القاهرة، “طالبوا البرهان، بالحد من الانفتاح على الإسلاميين في السودان، والذي توسع فيه رئيس مجلس السيادة أخيراً، في محاولة منه لتقوية موقفه أمام قوى الحرية والتغيير”.

مكان وسط التعقيد

قالت مصادر دبلوماسية سودانية لـ”برق السودان” إن “الميرغني وأسرته كانوا وما زالوا ممثلي مصر في السودان”، مضيفاً “لكن الوضع الآن تجاوز الميرغني، والزعامات التقليدية”.

وأضاف ذات المصدر “بالطبع لا يزال لإسم الميرغني، ثقل في السودان والصومال وجيبوتي، حيث تتمتع الطريقة (الختمية) بنفوذ معتبر. لكن المعادلة السودانية تعقدت كثيراً.

وأكد أن “محمد عثمان الميرغني رجل مريض، ويشك أنه يستطيع تأدية المهام المرجوة منه، رغم ثقل اسمه وتاريخه”.

وقدم مصدر برق السودان قراءة للمشهد السوداني، موضحاً في نهايته هدف مصر من إرسال الميرغني، بعد 9 سنوات قضاها في منفاه بالقاهرة، بعيداً عن الأحداث التي شهدتها السودان.

مولانا الميرغني

وقال إن “العسكر بالسودان منقسمون، فهناك رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان، وهناك قوة الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)”.

وأضاف: “مهما يحاول البرهان، ويصرخ، فهو كان وما يزال من معسكر الإخوان المسلمين؛ لكن دواعي البراغماتية السودانية المعتادة في الخداع الاستراتيجي تجعله يدلي بتصريحات عن الإسلام السياسي”.

وتابع: “أما نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي حميدتي، فهو الحصان الجامح بالسياسة السودانية؛ يميل لمن يحفظ وضع مليشيا الدعم السريع التي تحولت إلى جيش مواز بكامل أسلحته، بما فيها أسراب (سوخوي 35)، و(mig 29)”.

وختم بالقول: “ومصر تحاول أن تجد مكاناً وسط كل هذا التعقيد”.

مواد ذات علاقة
إقرأ أيضا

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى