الأخبارتقارير

قاعدة أوسيف الإيرانية: كيف فتح الجيش السوداني باب البحر الأحمر للنفوذ الإيراني؟

إيران تتمدد.. والجيش السوداني يفتح الأبواب

بورتسودان | برق السودان – تقرير

في تطور خطير يهدد استقرار السودان والمنطقة، كشف مصدر مطلع عن منح الجيش السوداني وسلطة بورتسودان موقعًا استراتيجيًا على ساحل البحر الأحمر للإيرانيين، تمثل في إنشاء قاعدة عسكرية إيرانية في منطقة “أوسيف”. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “برق السودان”، فإن هذه الخطوة جاءت مقابل حصول الجيش السوداني على إمدادات عسكرية ولوجستية دعمت استمرار الحرب الداخلية.

التحرك الإيراني لم يكن عابرًا، بل مثّل نقلة نوعية في تواجد طهران في شرق إفريقيا، مما يفتح الباب لقراءة جديدة لمجريات الصراع، ليس فقط في السودان، بل في منطقة البحر الأحمر برمتها.

إيران تتمدد.. والجيش يفتح الأبواب

القاعدة الجديدة في أوسيف ليست مجرد موطئ قدم، بل مركز عمليات متقدم مكّن إيران من الوصول إلى قلب المعادلة الأمنية في السودان. فالموقع الجغرافي الحساس على البحر الأحمر يمنح طهران فرصة لمراقبة الملاحة الدولية وتهديدها إن لزم الأمر.

مصادر أمنية محلية أشارت إلى أن القاعدة الإيرانية استُخدمت خلال الأسابيع الماضية كنقطة استقبال لطائرات مسيّرة وأجهزة رصد ومعدات عسكرية متطورة. كما أفادت معلومات أخرى بوصول خبراء إيرانيين عبر رحلات غير معلنة إلى بورتسودان، لتدريب عناصر إرهابية سودانية موالية للجيش على تقنيات الحرب الحديثة.

ورغم أن الجيش السوداني يواجه اتهامات متزايدة بجرائم حرب ضد المدنيين، إلا أن تعاونه مع طهران في هذا التوقيت يعزز المخاوف من تحوّل الصراع إلى حرب بالوكالة، تدار بأسلحة وتمويل خارجي.

البحر الأحمر في مرمى التهديد.. والمجتمع الدولي صامت

خطورة القاعدة لا تقتصر على الداخل السوداني، بل تمتد إلى المياه الإقليمية والدولية. فالبحر الأحمر يُعد أحد أهم الممرات البحرية للتجارة العالمية، ومن شأن وجود قاعدة إيرانية مسلحة على ضفافه أن يهدد الملاحة، ويزعزع أمن الطاقة والتجارة العالمية.

المجتمع الدولي، ورغم إدراكه لهذه التطورات، لم يصدر أي موقف رسمي يُدين التمدد الإيراني أو يُحذّر من مخاطره. وفي ظل انشغال القوى الكبرى بصراعات أخرى، يبدو أن السودان يُترك وحيدًا أمام مشروع تقسيمي جديد، تغذيه أطراف داخلية وخارجية.

نحذر أن صمت العالم عن القاعدة الإيرانية في أوسيف سيُفسر من قبل طهران كضوء أخضر لمزيد من التمدد العسكري، وتهديد مباشر للدول المطلة على البحر الأحمر، بما فيها الخليج ومصر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى