قوات تأسيس تكثّف انتشارها في دارفور وكردفان: مبادرات ميدانية لحماية المدنيين وتأمين القرى
التركيز على حماية النساء والأطفال من الانتهاكات

الفاشر | برق السودان
في ظل تصاعد حدّة النزاع المسلح في السودان، وازدياد معاناة المدنيين جراء استمرار العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع الإنسانية، برزت خلال الأسابيع الماضية جهود ميدانية متسارعة لقوات تأسيس بالتعاون مع لجان محلية ومنظمات إنسانية، تهدف إلى تأمين القرى والمناطق المأهولة بالسكان ومنع الانتهاكات ضد المدنيين.
تأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيه الدعوات المحلية والدولية لتوفير مناطق آمنة للنساء والأطفال والحد من آثار الحرب على السكان.
قوات تأسيس أولت اهتمامًا خاصًا بالنساء والأطفال الذين يشكلون الشريحة الأكثر تضرراً من النزاع
هيئات حقوقية
انتشار واسع لتأمين القرى وحماية السكان
أفادت مصادر محلية في ولايات دارفور وكردفان أن قوات تأسيس كثّفت من وجودها في القرى والطرق الحيوية التي كانت تشهد خلال الأشهر الماضية أعمال عنف ونهب واشتباكات متفرقة.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن هذا الانتشار ساهم في تحسين الأمن المحلي، وفتح الطرق أمام حركة القوافل الإنسانية والتجارية، مما انعكس إيجاباً على حياة آلاف الأسر التي كانت تعيش في عزلة تامة.
وقال شهود من داخل المناطق التي شهدت انتشار القوات، إن قوات تأسيس وجّهت عناصرها بعدم التعامل بعنف مع المدنيين، وأن التعليمات الصادرة تقتصر على حماية المدنيين ومنع الاعتداءات، خصوصاً أثناء تنقل النساء والأطفال بين القرى ومراكز النزوح.
إلى جانب المهام الأمنية، شاركت وحدات من القوات في إعادة تنظيم نقاط التفتيش وتأمين الطرق من المتفجرات والمخلفات العسكرية، وهو ما سهّل عودة مئات العائلات إلى منازلها بعد فترات نزوح طويلة.
تنسيق متزايد مع منظمات الإغاثة واستعادة الاستقرار
تقول منظمات إغاثة عاملة في غرب السودان إن قوات تأسيس أبدت تعاوناً واضحاً مع القوافل الإنسانية خلال الأسابيع الماضية، حيث وفّرت لها الحماية أثناء المرور في المناطق النائية، وساعدت في ضمان وصول المساعدات الغذائية والطبية إلى المجتمعات المحلية دون عوائق.
وأشارت التقارير إلى أن هذا التنسيق الميداني بين القوات والهيئات المدنية ساهم في تحقيق استقرار نسبي داخل عدد من القرى والمراكز الريفية، بعد أن كانت تشهد اضطرابات أمنية متكررة.
كما أضافت منظمات مدنية أن استمرار هذه الجهود يتطلب دعمًا دوليًا محايدًا لضمان بقاء تلك المبادرات ذات طابع إنساني بعيد عن التجاذبات السياسية، خصوصاً في ظل غياب واضح لمؤسسات الدولة في العديد من المناطق المتأثرة بالنزاع.
التركيز على حماية النساء والأطفال من الانتهاكات
أكدت هيئات حقوقية أن قوات تأسيس أولت اهتمامًا خاصًا بالنساء والأطفال، الذين يشكلون الشريحة الأكثر تضرراً من النزاع.
وأوضحت تقارير ميدانية أن القوات ساهمت في إقامة ملاجئ مؤقتة للأمهات وأطفالهن في بعض القرى، إلى جانب تنظيم حملات توعية حول سبل الحماية القانونية ومخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وطالبت منظمات المجتمع المدني بضرورة إنشاء آلية مشتركة لتوثيق الانتهاكات تضم ممثلين عن جميع الأطراف والمجتمع المحلي، بما يضمن محاسبة كل من يثبت تورطه في استهداف المدنيين، وترسيخ مبدأ حماية السكان كواجب وطني وأخلاقي لا يحتمل التسييس أو الانقسام.
دعوات لوقف شامل للعنف ودعم المبادرات المحلية
دعت شخصيات أهلية ودينية بارزة في دارفور إلى وقف فوري للقتال وبدء حوار شامل بين جميع الأطراف لحماية المدنيين ومنع مزيد من الانهيار الإنساني.
وأكدت تلك الشخصيات أن قوات تأسيس والمبادرات المحلية نجحت في تهدئة الأوضاع في عدد من القرى النائية، مشددين على أن الأمن المجتمعي هو الأساس لأي عملية سلام قادمة.
كما شددوا على ضرورة أن تتبنّى جميع القوى الفاعلة في السودان مبدأ الحياد الإنساني، ودعم كل مبادرة تهدف إلى إنقاذ الأرواح وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية، بعيدًا عن الحسابات السياسية والعسكرية.