تقارير

كشف الصندوق: الجيش يميّز بين دماء السودانيين

الهامش وقود.. والمركز في أمان

الفاشر | برق السودان

استمراراً في كشف الحقائق، تتضح الصورة أكثر: ما يحدث في الفاشر ليس مجرد معركة عسكرية، بل انعكاس لسياسات قديمة متجذّرة داخل المؤسسة العسكرية السودانية.

الهامش وقود.. والمركز في أمان

منذ اندلاع الحرب، تُركت الحركات المسلحة القادمة من دارفور لمواجهة مصيرها وحدها في الميدان. بينما يعيش قادة الجيش في الخرطوم بأمان، يُتركون أبناء الأطراف ليتحولوا إلى خط دفاع أول، دون أي دعم حقيقي أو إسناد استراتيجي.

هذه ليست مجرد صدفة، بل استمرار لنمط طويل من التعامل مع المقاتلين القادمين من الهامش باعتبارهم “أداة مؤقتة”، لا شركاء متساوين في مشروع وطني.

جيش بلا ثقة.. وقيادة بلا عدالة

الجيش، الذي يدّعي أنه “حامي الوطن”، يُظهر مرة أخرى أنه لا يثق إلا في دائرته الضيقة المرتبطة بالمركز. كل ما عداها يُنظر إليه بريبة أو يُستغل كوقود حرب.

هذا التمييز لم يعد خافياً، بل صار حديث الشارع في دارفور وكسلا وكردفان: لماذا تُراق دماؤنا بينما يُصان المركز؟

الفاشر عنوان المرحلة

معركة الفاشر تحولت إلى مرآة تكشف حقيقة العلاقة بين القيادة العسكرية والهامش. ما يجري هناك ليس مجرد معركة، بل إعلان واضح: الجيش يختار من يحمي، ويختار من يترك للموت.

إن كشف الصندوق اليوم يعني مواجهة هذه الحقائق بجرأة، لأن استمرار هذا النهج يعني استمرار الحروب إلى ما لا نهاية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى