لوموند: مثلث الفشقة برميل بارود على الحدود بين السودان وإثيوبيا
الخرطوم | برق السودان
قالت لوموند (Le Monde) إن الخرطوم استغلت الحرب الأهلية في إقليم تيغراي الإثيوبي لاستعادة جزء كبير من منطقة مثلث الفشقة الذي استولت عليه مليشيا إثيوبية عام 1995 والذي تعتبره إثيوبيا منطقة نزاع تاريخي، كما سمح السودان بعودة مزارعيه إلى هذه الأراضي الخصبة، ولكن ذلك لم يتم دون رد فعل من أديس أبابا.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية -في تقرير إليوت براشيه مبعوثها الخاص للمنطقة أن السودان نشر حامية قوامها 6 آلاف جندي في ديسمبر/كانون الأول 2020 لاستعادة مثلث الفشقة، وتوج هجومه الخاطف هناك بالنجاح، وهو، كما يدعي، يسيطر الآن على 95% من هذه الأراضي الخصبة البالغة 250 كيلومترا مربعا بين نهري ستيت وعطبرة.
ولم تبق إثيوبيا مكتوفة الأيدي -حسب المراسل- إذ قتل ما لا يقل عن 20 جنديا سودانيا وعشرات المدنيين خلال اشتباكات متكررة، تعود آخرها إلى يونيو/حزيران 2022، ومع ذلك يقول العقيد عيسى أحمد عيسى “حدة التوتر خفت لكننا نستعد لمواجهة جديدة في أي وقت”.
هجمات وعمليات الخطف
ومع أن السودان يعتبر مثلث الفشقة جزءًا لا يتجزأ من أراضيه استنادا للترسيم الذي وضع عام 1902 بين التاج البريطاني الذي كان يحكم البلاد آنذاك والإمبراطور الإثيوبي منليك الثاني، فإن المنطقة ظلت مسرحا للتهريب والتوتر فترة طويلة بسبب عدم وجود علامات حدودية واضحة.
ويقول سليمان مختار من صحيفة “الحراك السياسي” السودانية إن جذور الأزمة تعود إلى سحب الرئيس السابق عمر البشير قواته عام 1995 من المنطقة لإعادة نشرها ضد المتمردين جنوب السودان، مما جعل “الآلاف من عمال المياومة الإثيوبيين الذين كانوا يأتون هناك كل عام لموسم الحصاد يستقرون شيئا فشيئا كمزارعين بشكل دائم، وينتهي بهم الأمر بالاستيلاء على المنطقة من خلال تشكيل مليشيات حول كل مزرعة”.
ورغم أن النبرة ارتفعت في مناسبات عديدة بين البلدين، فلا الخرطوم ولا أديس أبابا المتورطتان في أزمات داخلية عديدة، قد رغبتا في الدخول في حرب مفتوحة، وقد اتفقتا أخيرا على مبدأ التسوية السلمية للصراع.
ومع أن الخرطوم بيدها أوراق قوية بهذا النزاع -كما يقول مبعوث الصحيفة الفرنسية-، فإن الفشقة يمكن أن تكون ورقة مساومة في قضية سد النهضة الإثيوبي الذي يؤرق السودان ومصر، وبالتالي فإن شرارة في مثلث الفشقة قد تؤدي إلى إشعال صراع أوسع في سياق إقليمي متقلب.
اقرأ ايضاً :