الخرطوم | برق السودان – ترجمة خاصة
نقلت صحيفة “لينفودروم” التابعة لدولة ساحل العاج خبر وجود مظاهرات حاشدة في إقليم دارفور غرب السودان ضد التدخل الفرنسي في شؤون المنطقة، وذلك عبر محاولة فرنسا لدعم وتمويل دمج اللغة الفرنسية في المدارس السودانية التابعة لهذا الإقليم، وقد لاقى هذا الإقتراح الفرنسي رفضاً واسعاً من قبل سكان المنطقة الذين يرون أن هذه السياسة المطبقة من طرف باريس تعتبر نوعاً من أنواع الإستعمار الحديث، منوهين أن اللغة الفرنسية ليست متداولة في دارفور وليس لها أي تاريخ في المنطقة.
الحكومة الفرنسية تحاول فرض عملة الفرنك الإفريقية في إقليم دارفور مقابل تقديم مساعدات مالية للإقليم وبناء منشآت مدنية ومستشفيات فيه
المحلل السياسي عبد الحميد محمد نور
وأما السبب الثاني الذي دفع بالمتظاهرين للخروج للشارع حسب صحيفة “لينفودروم” هو محاولة الحكومة الفرنسية فرض عملة الفرنك الإفريقية في إقليم دارفور مقابل تقديم مساعدات مالية للإقليم وبناء منشآت مدنية ومستشفيات فيه، وهو ما اعتبره سكان المنطقه ابتزازاً واضحاً وعلنياً لفرض تبعية اقتصادية تامة علي المنطقة،
ويجدر بالذكر أن العملة التي تريد الحكومة الفرنسية فرضها في دارفور تتداولها دول غرب إفريقيا التي كانت مستعمرة في السابق من طرف فرنسا.
وقد علق المحلل السياسي عبد الحميد محمد نور، على هذه السياسة التي يريد الإليزيه تطبيقها في السودان قائلاً أن سياسة دمج اللغة الفرنسية في التعليم هي سياسة كانت قد مارستها فرنسا من قبل في عدة دول إفريقية لغزوها ثقافياً وإنشاء حاضنة اجتماعية فرنكوفونية لها في هذه الدول، وهي وسيلة من وسائل التأثير على الأجيال الصاعدة وغسل عقولهم بنزع روح الوطنية منهم وغرس القيم الفرنسية فيهم، وبالتالي تهيئتهم لتقبل الحضارة والثقافة الفرنسية والتخلي عن مبادءهم وقيمهم الوطنية، وكل هذا يصب في مصلحة فرنسا، فسيأتي اليوم، الذي ستستخدم فيه هذه الأجيال للتحكم فيالسلطة في هذه الدول.
فرنسا تحاول دعم وتمويل دمج اللغة الفرنسية في المدارس السودانية التابعة لإقليم دارفور
وأما بالنسبة لممارستها سياسة التبعية الإقتصادية علي إقليم دارفور من خلال العرض المشروط الذي قدمته لمساعدته والذي ينص على فرض عملة جديدة في هذا الإقليم والمعروفة بالفرنك، الذي تتعامل به دول الجماعة المالية الإفريقية مقابل بناء مستشفيات ومدارس ومنشآت مدنية أخري، فيرى المحلل السياسي عبد الحميد، أنها من خلال هذا فهي تسعى لوضع يدها علي هذا الإقليم بالذات لما يعانيه من تشتت وانفلات أمني كبير جراء الصراعات الطويلة الأمد التي مر بها، وبالتالي فالهدف واضح وهو التخطيط لفصل الإقليم عن السودان كما حدث مع جنوب السودان، وبالتالي ستجد فرنسا أن المناخ مهيأ بما فيه كفاية للإستحواذ علي ثروات الإقليم من الذهب واليورانيوم وغيره من المعادن النفيسة، لا سيما وأن الإقتصاد الفرنسي الآن يمر بمرحلة حرجة بعد طردها من بعض الدول الإفريقية التي كانت تنهب ثرواتها.
اقرأ المزيد
- منتخب الناشئين يواجه نظيره اليمني غداً
- نهر النيل تشيد بالدعم الإماراتي للمتأثرين بالفيضانات بالبلاد
- الخارجية تستدعي السفير الإثيوبي
- “خليفة الإنسانية” ترسل طائرة تحمل 30 طناً من المساعدات الغذائية والطبية لمتضرري الفيضانات في السودان