منوعات

مقال رأي | منتهى الغباء !!

✍ صلاح الدين عووضة

فشل الإسلاميون..

فشلوا في امتحاني الدين – والدنيا – معاً..
وانجرفوا وراء شهوات النفس بشهادة الواقع…والوقائع…وشيخهم الترابي نفسه..
وذلك بعد كانوا ينجحون ؛ وهم بعيدون عن السلطة..
ينجحون في تسويق بضاعتهم الدينية لدرجة فوزهم بالمركز الثالث في الانتخابات البرلمانية..
انتخابات الديمقراطية الثالثة ؛ عقب ثورة أبريل..
وظهروا للناس حينها بمظهر أهل الدين ؛ الأنقياء…الأطهار…الزهاد..

فإذا بزهد الكثيرين منهم – وتعففهم – لم يكن إلا جراء فقرهم…وعوزهم…وقلة حيلتهم..
وما أن دانت لهم السلطة حتى نسوا الدين ؛ وأقبلوا على الدنيا..

وبدوا على حقيقتهم التي ستروها سنين عددا ؛ شهوانيين…عدوانيين…دمويين… دنيويين..
أو هكذا جعلهم الله يبدون أمام الناس ؛ عراةً من قيم الدين..

فما كان لمالك يوم الدين أن يسمح باللعب – والمتاجرة – باسم الدين إلا لأجل محتوم..
أو وفقاً للحديث : إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته..

حتى إذا جاء هذا الأجل الآن – بعد ثلاثين عاماً – لم يراجعوا ذواتهم…وتجربتهم…و فشلهم..
لم يحاسبوا أنفسهم قبل أن يُحاسبوا..
لم يبدأوا في عمل جرد حساب ليقفوا على مواطن الخلل ؛ مع النفس…والناس…و الله..
وطفقوا – عوضاً عن ذلك – يسعون لاسترداد سلطتهم المسلوبة..

ويعرضون على الناس بضاعتهم الكاسدة – الفاسدة – ذاتها ؛ أملاً في أن يعيد التاريخ نفسه..
بضاعة الدين ؛ والتحذير من أعداء الدين..

وأينشتاين يقول إن من الغباء إعادة تكرار تجربة فاشلة ثم توقع نتائج مغايرة في كل مرة..
وما يفعله الإسلاميون الآن أكثر من مجرد غباء..
هو منتهى الغباء !!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى