موريتانيا تنفي علاقتها بزيارة مستشار “الدعم السريع”: زيارة شخصية فجّرت جدلاً واسعًا
مشاركة مثيرة للجدل ورفض شعبي متصاعد

نواكشوط | برق السودان
أكدت الحكومة الموريتانية على لسان الناطق الرسمي باسمها، وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، الحسين ولد مدو، أن زيارة محمد المختار النور، المستشار السياسي والقانوني لقائد قوات الدعم السريع في السودان، إلى الأراضي الموريتانية لم تكن بصفة رسمية، ولم يتم استدعاؤه من قبل أي جهة حكومية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد مساء الأربعاء في العاصمة نواكشوط، حيث أوضح الوزير أن النور وصل البلاد في “زيارة خاصة، بناء على دعوة خاصة”، دون أن يحمل أي صفة رسمية أو حكومية. وأضاف ولد مدو أن الحكومة الموريتانية لم تكن على صلة بترتيبات الزيارة، ولم توجه له دعوة بصفته الرسمية كمستشار لأحد أطراف النزاع في السودان.
مشاركة مثيرة للجدل ورفض شعبي متصاعد
وكان محمد المختار النور قد شارك في فعاليات دينية نظمتها هيئة تابعة للطريقة القادرية في غرب إفريقيا، حيث حضر أمسية دينية يوم الجمعة الماضية في قرية النيمجاط بولاية الترارزة، جنوب غرب البلاد. وتعتبر النيمجاط من أبرز مراكز الطريقة الصوفية القادرية في المنطقة.
غير أن ظهوره العلني في تلك الفعاليات أثار موجة واسعة من الانتقادات داخل الأوساط السياسية والإعلامية، كما أثار استياءً داخل الجالية السودانية المقيمة في موريتانيا. وقد نددت “جمعية الجالية السودانية في موريتانيا” بهذه الزيارة، معتبرة أنها تمثل “إهانة لضحايا الانتهاكات” التي تتهم بها قوات الدعم السريع في السودان، والتي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي).
ودعت أصوات حقوقية ونشطاء إلى اتخاذ إجراءات صارمة لطرد النور من الأراضي الموريتانية، مشيرين إلى ضلوع قوات الدعم السريع في “جرائم إبادة وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في السودان”، وفقًا لتقارير منظمات دولية.
خلفية سياسية متوترة
تأتي هذه الحادثة في سياق حساس تشهده الساحة السودانية، حيث لا تزال البلاد تشهد صراعًا دمويًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، أسفر عن آلاف القتلى والجرحى، ونزوح ملايين المدنيين داخليًا وخارجيًا.
وتسعى موريتانيا، التي تحافظ على موقف الحياد الرسمي في النزاعات الإقليمية، إلى تجنب أي توريط في أزمات دول الجوار، لا سيما تلك ذات الطابع العسكري أو الطائفي، وهو ما يفسر حرص الحكومة على النأي بنفسها عن أي صلة بالزيارة.