ثقافة

ميكايلا كويل تتألق في مهرجان تورونتو بإطلالة سودانية تحمل رسالة سياسية مؤثرة

تكريم لمعاناة النساء السودانيات

تورنتو | برق السودان

اختارت النجمة البريطانية-الغانية ميكايلا كويل أن تجعل إطلالتها على السجادة الحمراء في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي 2025 أكثر من مجرد عرض للأزياء. فبينما ظهرت أسماء كبرى مثل ديور وفالنتينو وسان لوران على السجادة الحمراء، فضّلت كويل أن ترتدي زياً سودانياً تقليدياً لتوجيه رسالة تضامن سياسي وإنساني مع نساء السودان في ظل الحرب والأزمات الإنسانية التي يواجهنها.

إطلالة مستوحاة من التراث السوداني

ارتدت كويل ثوباً (توباً) بلون الشوكولاتة الداكنة من تصميم هبة رحمة، المصممة السودانية التي أسست علامتها الخاصة عام 2017 بعد سنوات من العمل في مجال النسيج. جاء التصميم بغطاء منسدل وأقمشة فضفاضة تحيط بجسدها بانسيابية لافتة، وكأنها تطوّقها بطيّات داكنة مهيبة.

نسّقت كويل إطلالتها مع صندل أسود، ومجوهرات ذهبية من تصميم سودانيات، إلى جانب حناء تقليدية على اليدين والذراعين. كما ارتدت قطعاً من Kuku Jewellery شملت أقراطاً دائرية، وطبقات من العقود المرصعة بالخرز والصدف، وعصابة رأس مغطاة بالأقراص المعدنية، في محاكاة واضحة للزينة الشعبية السودانية.

وقالت النجمة على مسرح المهرجان: “كل ما أرتديه من صنع نساء سودانيات، رغبت أن أُبرز أصواتهن وأمنح قصصهن مساحة للتقدير.”

تكريم لمعاناة النساء السودانيات

لم تكن إطلالة ميكايلا مجرد تميّز بصري، بل جاءت محمّلة برمزية سياسية وإنسانية. فقد شددت على أن ارتداء الذهب يحمل دلالة خاصة في الثقافة السودانية، إذ لا يرمز فقط للجمال بل للحماية أيضاً. وأضافت: “في هذه الحرب، تحوّل هذا الرمز إلى مأساة. ارتداء الذهب الآن هو تكريم لتضحيات السودانيات ومعاناتهن الهائلة.”

كما لفتت إلى الدور الريادي للنساء السودانيات في الثورات الأخيرة، حيث قالت: “لقد كنّ في الصفوف الأمامية لكل ثورة، حتى أن ثورة 2019 وُصفت بأنها ثورة نسائية. أنا معجبة بصمودهن وإصرارهن، وأردت أن أكرّمهن وأمنح قصصهن منصة للتقدير.”

بين الفن والرسالة الإنسانية

جاءت مشاركة كويل في مهرجان تورونتو متزامنة مع العرض الأول لفيلمها الكوميدي الداكن The Christophers، لكنها اختارت أن تجعل ظهورها على السجادة الحمراء بمثابة منصة سياسية بامتياز، مذكّرة العالم بأن السودان يعيش منذ عام 2023 حرباً أهلية أدت إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص، مع تفاقم المجاعة والعنف.

وبهذه الخطوة، أثبتت ميكايلا كويل أن النجوم يمكنهم استغلال شهرتهم لتسليط الضوء على قضايا إنسانية عميقة، وأن الموضة ليست مجرد ترف بل قد تكون أداة للمقاومة وإيصال صوت الشعوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى