نبض الأرض الجيولوجي: هل تنقسم أفريقيا لتشكيل محيط جديد؟

أثيوبيا | برق السودان
يشير فريق من العلماء إلى أن القارة الأفريقية قد تشهد على المدى البعيد حدثاً جيولوجياً استثنائياً يمكن أن يغيّر شكل الكرة الأرضية كما نعرفها اليوم. فقد رصد الباحثون ظاهرة فريدة في منطقة عفر بإثيوبيا، حيث تنبعث الصهارة من باطن الأرض بشكل دوري يشبه “النبض”، ما يؤدي إلى إضعاف القشرة الأرضية شيئاً فشيئاً.
منطقة عفر… مختبر طبيعي لانقسام القارات
تُعد منطقة عفر واحدة من أكثر المناطق النشطة جيولوجياً على سطح الأرض، فهي تقع عند التقاء ثلاث صفائح تكتونية رئيسية. وقد لاحظ العلماء أن تدفق الصهارة يحدث على فترات منتظمة تقريباً، في عملية وُصفت بـ”النبض الجيولوجي”. هذه النبضات تؤدي إلى تشقق الأرض وتمدّدها، وهو ما قد يمهّد الطريق لانفصال أجزاء من شرق أفريقيا عن بقية القارة.
محيط جديد يتكوّن خلال ملايين السنين
يتوقع الخبراء أن استمرار هذه الظاهرة على مدى ملايين السنين قد يقود إلى تشكل محيط جديد يفصل شرق أفريقيا عن باقي القارة. وفي حال تحقق ذلك، فإننا سنشهد ميلاد محيط مشابه للمحيط الأطلسي أو الهندي، مع سواحل جديدة ونظام بيئي مختلف تماماً. ورغم أن هذا التغيير الجذري يحتاج لملايين السنين ليحدث، فإن الأبحاث الجارية تقدم لنا لمحة عن كيفية تشكّل القارات والمحيطات عبر التاريخ الجيولوجي الطويل للأرض.
هذا الاكتشاف لا يكشف فقط عن أسرار القوى الكامنة في أعماق كوكبنا، بل يذكّرنا أيضاً بأن الأرض كيان حيّ يتطور باستمرار، وأن حدود القارات والمحيطات ليست ثابتة بل نتاج لحركة وصراع داخلي لا ينقطع.